و لذا لا يستعمل: فعلان، في السقوط، و الأكل، و السفر، و نحوها، فلا يقال: سقطان، أكلان، سفران، إلى آخره.
و كذلك صيغة: فعيل، يستفاد من الاستقراء لمواردها المختلفة أنّها للصفات القائمة بالشخص، مع نوع رسوخ و ثبوت، بخلاف صيغة: فاعل، فإنّها تستعمل للأعمّ منهما و من غيرهما: كخبير، و خطيب، و سميع، و عليم، و بصير.
بخلاف: خاطب، و سامع، و عالم، و باصر. فإنّها لا تدلّ على الرسوخ و الثبوت، و بخلاف: ضارب، و آمر، و آكل، و شارب، و نحوها. فإنّها ليست قائمة بالفاعل، بل المفعول.
و هذا توصّل إلى الاطمئنان بالفهم العرفي من خلال تأمّلات مقدّمية.
و أمّا: أليم، و يتيم، و بغيض، و قتيل و نحوها، ممّا تعلّق المادّة بالمفعول لا الفاعل ففيه:
أوّلا: إنّها استثناءات.
و ثانيا: قد تفسّر موادّها بما لا ينافي القاعدة المصطيدة، بالتزام أنّ الأليم:
شدّة التألّم، لا شدّة الألم.
و اليتم هو انفعال، لا فعل.
نعم، إذا صيغ بباب الإفعال كان بمعنى الفعل (الإيتام).
و البغض للأعمّ من الفعل و الانفعال، و هكذا، فتأمّل.
المورد الثاني
الثاني: في الصغرى بعد الفراغ عن الكبرى: (أصل الظهور) كما في مقدّمات الحكمة، فإنّ الكبرى مسلّمة و هي: كون المتكلّم- بظاهر حاله- في