و يؤيّده: قول اللّه تعالى عن لسان خليله إبراهيم 7: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [1].
و الإشكال في ذلك بأنّ: اليقين و الاطمئنان، غير: القطع، غير واضح.
و قول أمير المؤمنين 7: «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» [2]، إذ لو لا المراتب لم يكن معنى لازدياد اليقين. الذي ينفيه- (صلوات اللّه عليه)- عن نفسه.
المبحث الثالث: وجوب اتّباع القطع و موجبه
الثالث: في أنّ وجوب متابعة القطع، و المنجّزية، و المعذّرية هل هو:
1- ببناء العقلاء؟
2- أم بأمر العقل؟
3- أم من لوازم القطع العقلية؟
4- أم بالفطرة؟
و ذكروا أنّ فيه خلافا، إلّا أنّي لم أجد القائل بالأوّل و الأخير.
و لعلّ الأصحّ: الأخير، لانبعاث الحيوانات بقطعهم.
و أمّا الثاني: و هو بأمر العقل، فاستند بالوجدان.
و أشكل عليه: بأنّ العقل كالمرآة يرى، و ليس له أمر و نهي، و إنّما الأمر و النهي للموالي، و قولهم: أمر العقل و نهى، مسامحة.
و فيه: قولهم: «العقل كالمرآة» مصادرة، بل الظاهر: إنّ العقل مضافا إلى أنّه يرى يأمر و ينهى أيضا.
[1] سورة البقرة، الآية 260.
[2] البحار: ج 40 ص 153 طبعة بيروت.