ثمّ إنّ الأصحاب بدءوا بعد هذه المقدّمات بذكر الظنون الخاصّة، المستثناة عن أصل حرمة العمل بغير علم، لاعتبارها بالخصوص: كالظواهر، و خبر الآحاد، و الإقرار و نحوها، و لكن قبل الدخول في ذلك، لا بدّ من التعرّض لذكر ما بحثه معاصروا الشيخ و المتقدّمون عليه: من السيرة و الارتكاز مستقلا- و إن لم يبحثهما الشيخ و من بعده مستقلا- لدخلهما في كلّ واحد واحد من المستثنيات، و ذلك في بحث مستقل تالي:
السيرة
و البحث في السيرة [1] من وجوه: ثبوتا، إثباتا، حدودها، أقسامها، ما هي الأحكام التي تثبت بها، و ما هي أدلّة حجّيتها؟
فهنا وجوه ستّة للبحث:
[1] و قد حذف بحثها مستقلا الشيخ ; و تبعه من تأخّر عنه، خلافا لمن عاصر الشيخ ; أو تقدّمه، إذ بحثوها مستقلا، و ينبغي بحثها- و لو مختصرا- لكونها من الأدلّة لحجّية الأمارات المهمّة كخبر الثقة، و الظواهر، و الإقرار، و نحوها.