زرارة: «و خاطبوه» أي الناس في عالم الذرّ خاطبوا اللّه؟ فقال 7: «لو لا ذلك لم يعلموا من ربّهم و لا رازقهم» [1].
و لو لا إنّ للفطرة أمرا و نهيا لما خاطبوه، و الخطاب يستدعي خلفية آمرة و ناهية.
و قد يؤيّد الحجّية الاقتضائية العقلائية للظنّ بأمرين:
1- قولهم: بناء العقلاء عليه و لم يردع عنه الشارع.
2- تقرير المعصوم- المبني على الظنّ- و لم يردع عنه الشارع، فكأنّ الردع مانع، فتأمّل.
المقدّمة الثانية
الثانية: في إمكان التعبّد بالظنّ و عدمه.
إنّ «التعبّد»: هو جعل الحجّية لما ليس له حجّية ذاتية، سواء كانت له حجّية اقتضائية أم لا؟ إذ عدم المنع في الحجّية الاقتضائية نوع تعبّد بالواسطة- إثباتا-.
«و الظنّ»: واضح مفهومه عرفا.
و أمّا «الإمكان»: فله معنيان:
1- الذاتي مقابل الاستحالة الذاتية، كالعنقاء و شريك الباري، و ليس المراد بالامكان فيما نحن فيه هذا المعنى، إذ لا إشكال في أنّ التعبّد بالظنّ ليس من المستحيلات الذاتية، كاجتماع أو ارتفاع النقيضين، و الضدّين اللذين لا ثالث