responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 9

عن قلبه حتى تعلم اقالها خوفا أم لا و فيها قال سعد بن أبى وقاص و اللّه لا أقتل مسلما حتى يقتله ذو البطين يعني أسامة و معنى ذلك ما رواه ابن إسحاق عن أسامة قال قلت انظرنى يا رسول اللّه انى أعاهد اللّه ان لا أقتل رجلا يقول لا إله إلا اللّه أبدا قال تقول بعدى يا أسامة قال قلت بعدك و لهذا اعتزل أسامة رضى اللّه تعالى عنه الحروب التي جرت بين الصحابة رضى اللّه عنهم فلم يخالط شيئا منها و ذكر ابن إسحاق ان أمير هذه السرية غالب بن عبد اللّه الكلبى و اللّه أعلم و هذا الحديث و ما سبق قبله من قصة خالد مع بني جذيمة من أعظم الزواجر على الاجتراء على اراقة الدماء مع قوله تعالى‌ وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً و قال (صلي اللّه عليه و سلم) لا يزال المرء عن قلبه) استفهام توبيخ و تقريع‌ (حتى تعلم أقالها) أي القلب‌ (ذو البطين) تصغير بطن لان أسامة كان له بطن‌ (انظرني) بقطع الهمزة مع كسر المعجمة و بوصل الهمزة مع ضمها أى أمهملنى‌ (قال تقول بعدى) اشارة منه 6 الى الهنات التي وقعت بعده‌ (و لهذا اعتزل اسامة الحروب) و ممن اعتزلها من الصحابة محمد بن مسلمة و أبو بكرة و عبد اللّه بن عمر و أبو ذر و حذيفة و عمران بن الحصين و أبو موسى و أهبان بن صيفى و سعد ابن ابى وقاص و غيرهم و من التابعين شريح و النخعي و غيرهما (غالب بن عبد اللّه الكلبي) و في تفسير البغوي انه غالب بن فضالة الليثي‌ (و من يقتل مؤمنا متعمدا) و هو أن يقصد الفعل و الانسان بما يقتل غالبا و لم يكن ممن رفع عنه القلم ذلك اكبر الكبائر بعد الكفر كما نص عليه الشافعي‌ (فجزاؤه جهنم) ان أراد أن يجازيه و لكنه ان شاء عذبه بذنبه و ان شاء غفر له بكرمه فانه وعد أنه يغفر لمن يشاء و ليس اخلاف الوعيد خلفا و ذما عند العرب بل اخلاف الوعد و أنشدوا عليه‌

و اني ان أوعدته أو وعدته* * * لمخلف ايعادي و منجز موعدي‌

فليس في الآية دليل على عدم قبول توبة القاتل و ما رواه الطبراني في الكبير و الضياء في المختارة عن أنس ابي اللّه أن يجعل لقاتل المؤمن توبة و ما رواه أبو داود عن أبي الدرداء و أحمد و النسائي و الحاكم عن معاوية ان رسول اللّه 6 قال كل ذنب عسى اللّه ان يغفره إلا من مات مشركا أو قتل مؤمنا متعمدا و ما رواه الشيخان عن ابن عباس من عدم قبول توبته فتشديد و مبالغة في الزجر فقد روى البيهقي في سننه عنه انه ان لم يقبل يقال لا توبة لك و ان قتل ثم جاء يقال لك توبة و روى ذلك عن سفيان بن عيينة أيضا (خالدا فيها) نزلت في مقيس بن صبابة حيث قتل و ارتد كما مر و بتقدير عمومها محمولة على من قتل مستحلا أو المراد بالخلود فيها المكث الطويل أو خرج مخرج الزجر البليغ فبطل استدلال المعتزلة و نحوهم بالآية على عدم قبول توبة القاتل و تخليد أهل الكبائر فى النار (لا يزال المرء الى آخره) أخرجه‌

نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست