ذكر الصباح و المساء قال قل اللهم فاطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة رب كل شيء و مليكه أشهد ان لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسى و شر الشيطان و شركه قال له قلها اذا أصبحت و اذا أمسيت و اذا أخذت مضجعك و قال له رجل يا رسول اللّه ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات اللّه التامات من شر ما خلق ثلاثا لم يضرك و قال 6 سيد الاستغفار اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ و أبوء بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا أنت من قالها في النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسى فهو من أهل الجنة و من قالها بالليل و هو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة و قال 6 ما من عبد يقول في صباح كل يوم و مساء كل ليلة بسم اللّه الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ثلاث المستدرك و ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة أيضا قال الحاكم صحيح الاسناد (اللهم فاطر) أى يا فاطر (من شر نفسى و شر الشيطان) تقديم الاستعاذة من شر النفس دليل على ان فتنتها أعظم من فتنته (و شركه) روى بكسر المعجمة و سكون الراء و بفتحهما قال الخطابى و معناه على الاول ما يدعو إليه الشيطان و يوسوس به من الاشراك باللّه تعالى و على الثاني المراد حبائل الشيطان و مصائده قال جلال الدين المحلى و الاول هو المشهور قلت و ينبغي للداعى الاتيان بهما زاد الترمذى في طريق آخر بعد هذا و ان نقترف على أنفسنا سوءا أو نجره الي مسلم (و قال له رجل يا رسول اللّه ما لقيت من عقرب الي آخره). أخرجه مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه من حديث أبى هريرة (لدغتني) باهمال الدال و اعجام الغين (بكلمات اللّه) قال الهروى و غيره هي القرآن (التامات) الكاملات و سبق الكلام عليها في تعويذ الحسن و الحسين (موقنا) أى مخلصا من قلبه و مصدقا بثوابها (لم يضرك)بالضم أحسن من غيره كما مر و للترمذي في رواية من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات اللّه التامات من شر ما خلق لم يضره حمة تلك الليلة و قال حديث حسن و الحمة بضم المهملة و تخفيف الميم فوعة السم أي حدته و حرارته و قيل السم نفسه حمة (سيد الاستغفار اللهم أنت ربي الي آخره) أخرجه أحمد و البخاري و الترمذي و النسائي عن شداد بن أوس قالوا و ليس له في الصحيحين سوي حديثين أحدهما هذا و الآخر في مسلم ان اللّه كتب الاحسان على كل شيء الحديث و معني سيد الاستغفار أى أفضله و أعمه و ذلك لما فيه من توحيد البارى تعالى و نفي الشركاء عنه و الاعتراف له بالربوبية و بانه هو الخالق و الاعتراف من نفسه بالعبودية و التبري من الحول و القوة و التعوذ به من شر ما صنع و الاقرار بنعمه تعالى و الاقرار على نفسه بالذنب و بان المغفرة منه لا غير فقد حاز جملا من أنواع العبودية ان يقول زاد النسائي العبد (عهدك و وعدك) أى على ما عاهدتك عليه و واعدتك يوم أخذ الميثاق من الايمان بك و تمحيض الطاعة لك (أبوء لك) بفتح الهمزة و ضم الموحدة و المد أى ارجع إليك بالاقرار و الاعتراف و أصله من بؤت بكذا اذا احتملته (ما من عبد يقول في صباح كل يوم الى آخره) أخرجه أبو داود و الترمذى و النسائي و ابن ماجه و الحاكم في المستدرك و ابن حبان في صحيحه