responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 262

اللّه عليه و سلم اذا حدث بحديث تبسم في حديثه. و في حديث ابن أبى هالة كان رسول اللّه 6 متواصل الأحزان دائم الفكر ليست له راحة طويل السكت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه و يتكلم بجوامع الكلام فصلا لا فضول فيه و لا تقصير دمثا ليس بالجافي و لا المهين اذا أشار أشار بكفه كلها و اذا تعجب قلبها و اذا تحدث اتصل بها فضرب براحته اليمنى بطن ابهامه اليسرى. و فيه أيضا كان سكوته 6 على أربع على الحلم و الحذر و التقدير و التفكير. فاما تقديره ففي تسوية النظر و الاستماع بين الناس. و أما تفكره ففي ما يبقى و يفنى* و أما فصاحته 6 فمن تأمل حديثه و سيره و جوامع كلمه و أدعيته و بديهات خطبه و مخاطبته مع وفود العرب على اختلاف لغاتها و جواب كل منهم على نحو أو في المرة الثانية لم يزد عليها (متواصل الاحزان) قال ابن قيم الجوزية هذا الحديث لا يثبت و في إسناده من لا يعرف و كيف يكون متواصل الاحزان و قد صانه اللّه تعالى عن الحزن في الدنيا و اشباهها و نهاه عن الحزن على الكفار و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فمن أين يأتيه الحزن بل كان دائم البشر ضحوكا انتهي و أخرج الطبراني في الكبير من حديث أبي أمامة كان من أضحك الناس و أطيبهم نفسا و قال ابن تيمية ليس المراد بالحزن في حديث أبي هالة الألم على فوت مطلوب أو حصول مكروه فان ذلك منهي عنه و لم يكن من حاله و انما المراد الاهتمام و التيقظ لما استقبله من الامور انتهى‌ (قلت) ما ذكره ابن القيم الجوزية مبتعد اذ ليس من لازم كونه مغفورا له مع ما ذكره أن لا يعتريه الحزن 6 الذي هو من سمات البشر فليس في حديث هند هذا أن حزنه كان للذنوب المنزه عنها و لا على الكفار بل حزنه 6 لاجل أمته كما هو في الحديث بل لو قيل أن حزنه 6 كان خوفا من ربه جل و علا لم يناقض كونه مغفورا له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فقد قال و اللّه اني لاخشاكم للّه و اتقاكم له فاذا حزن و خاف من هو دونه في الحسنة فما ظنك به 6 الحالّ باعلا الدرجات منها و يلزم على ما قاله ابن قيم الجوزية أنه 6 كان لا يبكى و بكاؤه 6 حتى كان يسمع لجوفه أزيز كأزيز المرجل مشهور في الاحاديث الصحيحة و ان كان البكاء ربما كان فرحا الا أن قرينة الحال تقتضى انه كان خوفا أو شوقا له جل و علا أما اذا كان فلا بد معه من الحزن و لا ينافي هذا ما جاء في حديث الطبراني الذي ذكرته آنفا لان ذلك كان سيرته مع أصحابه بسطا لهم و ايناسا و عملا بقوله لا تحقرن من المعروف شيئا الحديث‌ (السكت) بفتح الفوقية و سكون الكاف أى السكوت‌ (دمثا) بفتح المهملة و كسر الميم ثم مثلثة من الدماثة و هي سهولة الخلق‌ (و لا المهين) قال الشمنى بفتح الميم و ضمها من الاهانة أى لا يهين أحدا من الناس و بالفتح من المهانة أى الحقارة (اذا أشار أشار بكفه كلها) قال ابن الاثير ما معناه كانت اشارته 6 مختلفة فما كان في ذكر التوحيد و التشهد كان بالمسبحة فقط و ما كان في غير ذلك كان بكل الكف فرقا بين الاشارتين‌ (و فيه أيضا) أى في حديث هند بن أبي اهالة (و الحذر)

نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست