فدى لرسول اللّه أمي و خالتي* * * و عمى و آباي و نفسي و ماليا
صدقتو بلغت الرسالة صادقا* * * و مت صليب العود أبلج صافيا
فلو أن رب الناس أبقا نبينا* * * سعدنا و لكن أمره كان ماضيا
عليك من اللّه السلام تحية* * * و ادخلت جنات من اللّه راضيا
أرى حسنا أيتمته و تركته* * * يبكي و يدعو جده اليوم نائيا
و قال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي 6 يبكيه:
أرقت فبات ليلي لا يزول* * * و ليل أخي المصيبة فيه طول
و أسعدني البكاء و ذاك فيما* * * أصيب المسلمون به قليل
لقد عظمت مصيبتنا و جلت* * * عشية قيل قد قبض الرسول
و أضحت أرضنا مما عراها* * * يكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحى و التنزيل فينا* * * يروح به و يغدوا جبرئيل
و ذاك أحق ما سالت عليه* * * نفوس الناس أو كربت تسيل
نبى كان يجلو الشك عنا* * * بما يوحى إليه و ما يقول
و يهدينا فما يخشى ضلالا* * * علينا و الرسول لنا دليل
(و ماليا) فيه التفات الي الخطاب (صليب العود) أى منبض الجسم كالسيف الصلت أى المصلت من غمده و العود بضم العين يكنى به عن الجسم (أبلج) بفتح الهمزة و اللام و سكون الموحدة آخره جيم أي مشرق (صافيا) أى لا يكدره سواد (السلام تحية) يجوز كسر ميم السلام فتكون صفة للّه و تحية بالرفع و رفعه و تحية بالنصب على الحال و يجوز رفعهما أيضا على انها بدل من السلام (راضيا) نصب على الحال (يبكى) أى من رآه بكى (نائيا) أي بعيدا و هو نصب على الحال أيضا (ابن عم) بالرفع بدل من أبي سفيان و يكتب بالالف (أرقت) بالراء و القاف سهدت وزنا (أخى المصيبة) باضافة أخى الى المصيبة أى صاحب المصيبة (فيه طول) أي فيما يظهر للمصاب و الا فهو على هيئته لا تغيير لكن أوقات الشدائد تستطال لان الشخص يتمنى زوالها و كل ما تمني زواله ظهر طوله (و أسعدني البكاء) أي وافقنى و يقال فيه ساعدنى أيضا (عشية) منصوب على الظرف (قيل) مبنى للمفعول (عراها) بالمهملة و تخفيف الراء أى دهمها و غشيها و يقال اعتري أيضا (سالت) بالمهملة أي خرجت (أو كربت) بفتح الكاف و كسر الراء أى قربت و يقال كرب اذا قرب قربا بالغا و منه سمى الكروبيون بتخفيف الراء سادات الملائكة لانهم مقربون (بما يوحى إليه و ما يقول) أى الكتاب