responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 1  صفحه : 67

السماء و انه يؤيد به عباده الأنبياء و سماه روح القدس و الروح الامين و اختصه لوحيه من بين الملائكة المقربين و حكى في قوله تعالى في حق النبيّ (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم)‌ وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ‌ ان النبي (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) قال لجبريل هل أصابك من هذه الرحمة شي‌ء قال نعم كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء اللّه عز و جل علىّ بقوله‌ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ‌ و وصفه اللّه سبحانه و تعالى بالقدس لانه لم يقترف ذنبا و سماه روحا للطافته و لمكانته من الوحي الذي هو مسبب حياة القلوب* و أما عدد نزوله على النبيّ (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) فرأيت في بعض التواريخ أنه نزل عليه ستا و عشرين ألف مرة و لم يبلغ أحد من الأنبياء هذا العدد و أما صفة مجيئه الى النبي (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) فثبت في صحيح البخاري عن عائشة ان الحرث بن هشام سأل رسول اللّه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) فقال يا رسول اللّه كيف يأتيك الوحي فقال رسول اللّه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) أحيانا يأتينى مثل صلصلة الجرس‌ شخص لا يلزم منه تفضيله على من سواه‌ (و سماه روح القدس) في قوله تعالى‌ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ‌ على القول بأن الروح جبريل و قوله تعالى‌ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ‌ و القدس بضم القاف و في الدال الضم و السكون الطهارة سمي جبريل بذلك لانه لم يقارف ذنبا (و حكي في قوله تعالى في حق النبيّ (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) الى آخره) ذكره عياض في الشفاء بهذه الصيغة (كنت أخشى العاقبة) قبل بعثتك فلما بعثت أثنى اللّه علي في الكتاب المنزل عليك بقوله‌ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ‌ (فأمنت) العاقبة (لثناء اللّه عز و جل على) الذي كنت السبب في معرفتي اياه فكنت رحمة لي من هذه الحيثية كسائر العالمين‌ (نزل عليه ستا و عشرين ألف مرة) الذي ذكره ابن عادل أربعا و عشرين ألفا (و لم يبلغ أحد من الأنبياء هذا العدد) بل كان نزوله على آدم اثنتي عشرة مرة و على ادريس أربع مرات و على ابراهيم اثنين و أربعين مرة و على نوح خمسين مرة و على موسى أربعمائة مرة و على عيسى عشر مرات ذكر ذلك ابن عادل أيضا (فثبت في صحيح البخاري) و صحيح مسلم و غيرهما ان الحرث بن هشام هو شقيق أبي جهل أسلم يوم الفتح و حسن اسلامه و استشهد يوم اليرموك أيام عمر في رجب سنة خمس عشرة و قيل في طاعون عمواس سنة سبع عشرة أو خمس عشرة قولان و ظاهر ذلك ان الحديث في مسند عائشة و عليه اعتمد أصحاب الاطراف فكانها حضرت القصة و يحتمل كما قال السيوطي و غيره ان يكون الحرث أخبرها بذلك و يكون مرسل صحابي و حكمه الوصل و يؤيده ان في مسند أحمد و غيره من طريق عامر بن صالح الزبيرى عن هشام عن أبيه عن عائشة عن الحرث ابن هشام قالت سألت و لكن عامر بن صالح ضعيف اعتضد بمتابعه عند ابن منده‌ (صلصلة) بفتح المهملتين و هي في الاصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض ثم أطلق على كل صوت له طنين و قيل هو صوت متدارك لا يفهم في أوّل وهلة. قال النووى قال العلماء و الحكمة في ذلك ان يتفرغ سمعه و لا يبقى فيه و لا في قلبه مكان لغير صوت الملك انتهى و قيل انما كان يأتيه كذلك اذا نزلت آية وعيد أو تشديد و الصلصلة المذكورة هي صوت الملك بالوحي و قيل صوت خفق أجنحته‌ (الجرس) بفتح الجيم و الراء آخره مهملة

نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست