الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ..
((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده))[1] .
بهذه الكلمات نطق رسول الله (صلى اللّ?ه عليه و آله وسلم) عندما حطّم الطوق عن الكعبة المشرفة التي كانت أسيرة بأيدي المشركين فحرّرها، وبذلك طوى صفحة الشرك التي امتدت لسنين طويلة نالت فيها من قدسيتها، وجعلت من رمز التوحيد الأول مكاناً للأصنام والأوثان.
والكعبة هي أول بيت وضعه الله عزَّ وجل للناس، وجعله قياماً لهم ومثابةً وأمناً، وقد رفع إبراهيم وإسماعيل 8 قواعده وطهّراه للطائفين والعاكفين والركّع السجود.
ثم أمر الله تعالى خليله إبراهيم 7 بأن يدعو الناس إلى الحج إليه،
[1] روى الكليني بإسناده المعتبر إلى حريز عن أبي عبد الله 7 قال: ((لما قدم رسول الله (صلى اللّ?ه عليه و آله وسلم) مكة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست، فأخذ بعضادتي الباب فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)). (الكافي ج:4 ص:225).