وقد رجح هذا الوجه سيدي الأستاذ الوالد (دامت بركاته) في شرحه على قطعة من منهاج الناسكين للسيد الحكيم (قدس سره) . وحكى الشريف الرضي [2] عن بعضهم ما يقرب من هذا الكلام. وروى السيوطي [3] عن عطا بن أبي رباح أنه قال في هذه الآية الكريمة: (من كفر بالبيت)، وعن أبن زيد قال: (من كفر بهذه الآيات).
وهذا الوجه قريب من الوجه الأول وربما يعد تطويراً له.
الوجه الثالث: أن يكون المراد هو الكفر المقابل للشكر أي كفران النعمة.
وقد حكى الطبرسي [4] هذا الوجه عن بعضهم، واختاره السيد الحكيم (قدس سره) [5] أيضاً، وكذلك السيد الأستاذ (قدس سره) حيث قال [6] : (بل قد فسر الكفر الوارد في الآية المباركة في بعض النصوص المعتبرة بالترك، وأن من كفر أي من ترك، وهذا غير بعيد في نفسه حتى مع قطع النظر عن التفسير ــ أي التفسير
[6] مستند العروة الوثقى (كتاب الحج) ج:1 ص:13. وتجدر الإشارة إلى أنني أرجح النقل عن هذا التقرير في الغالب، لأنه أدق في ضبط ما أفاده السيد الأستاذ (قدس سره) .