بالخيط [1] مما يُستبعد أن يُندب إليها الشارع المقدس في جنب الحثّ على إعفاء اللحية فإن ذلك يشوّه الوجه عادة ولا سيما في الشباب فتأمل.
وأما الحفّ بمعنى جعل الشيء على حفاف شيءٍ آخر فهو غير مناسب أيضاً إذ لا ذكر للشفة في الحديث.
وعلى ذلك فالأقرب في لفظ الحديث أن يكون بالهمزة (إحفوا)، مأخوذاً من (الحفو) أو (الإحفاء) وهما بمعنى واحد [2] .
وقد اختلفت تعابيرهم في معنى حفو الشارب وإحفائه:
أ ـ فالمذكور في كلام بعضهم أنه بمعنى الاستئصال، قال ابن دريد: حفا الرجل شاربه يحفوه حفواً: إذا استأصل أخذ شعره [3] ، وقال ابن عباد: أحفى شاربه: استأصله [4] .
ب ـ وفسّره جمع آخر بالمبالغة في قصّ الشارب والأخذ منه، قال ابن سيدة: حفا شاربه حفواً وأحفاه: بالغ في أخذه [5] ، وقال ابن الأثير: تُحفى الشوارب أي يُبالغ في قصّها [6] .
ج ـ وحكى الأزهري عن أبي عبيد عن الأصمعي أنه قال: (أحفى شاربه ورأسه: إذا ألزق جزّه) بالجيم كما في المطبوع من تهذيب اللغة [7] وبالحاء كما في المنقول في لسان العرب [8] ، ومثل الأول ما في الصحاح
[1] في المحكم ج2 ص539: حفّ اللحية يحفّها حفاً: أخذ منها، فيمكن أن يكون حفّ الشارب بهذا المعنى أيضاً لا بمعنى إزالته تماماً فتدبر.