لحيتين فإن التوسّط في كلّ شيء حسن ولذلك قيل: كلّما طالت اللحية تشمّر العقل [1] .
وقال الجاحظ: ما طالت لحية رجل إلاّ تكوسج عقله [2] .
وقال الراغب: قد قيل: ما زادت لحية عن قبضة إلاّ نقص بمقدار زيادتها من العقل [3] .
قال ابن عابدين: اشتهر أن طول اللحية دليل على خفّة العقل وأنشد بعضهم:
ما أحد طالت له لحية * * * فزادت اللحية من هيئته
إلاّ وما ينقص من عقله * * * أكثر مما زاد في لحيته [4]
وذكر الراغب عن ابن الرومي:
إذا عرضت للفتى لحيته * * * وطالت وصارت إلى سرّته
فنقصان عقل الفتى عندنا * * * بمقدار ما زيد في لحيته [5]
تلخيص:
قد تلخّص مما تقدّم في هذا الفصل أمور:
1 ـ إن حرمة حلق اللحية هي ممّا أطبقت عليه المذاهب الإسلامية المشهورة من الإمامية والحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والظاهرية، ولا يُعرف القول بالترخيص في حلقها إلاّ عن عدد من الشافعية وشاذٍّ من الإمامية في النصف الأخير من القرن الرابع عشر، وأما نسبة القول بذلك إلى السيد المحقّق الداماد والسيد محمد مهدي بحر العلوم قدس سرهما فغير تامة.