نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 47
و هذا هو عهد اللّه على العالم، كما يقول أمير المؤمنين 7: «و ما أخذ اللّه على العلماء ألّا يقارّوا على كظة ظالم و لا سغب مظلوم».
و هذا عهد أخذه اللّه على كل إنسان، و كلّ منّا أعطاه اللّه تعالى هذا الوعي في عمق فطرته و تكوينه، و لكن العلماء من دون سائر الناس يمكّنهم اللّه تعالى من وعي هذا العهد و الإحساس به أكثر من غيرهم و يطالبهم به أكثر من غيرهم، و هذا من خصائص العلم و المعرفة.
العلم و المعرفة:
و العلم الذي يمنح الإنسان هذه المؤهّلات و هذه الشفافية و الخفّة في الروح، هو ما يصطلح عليه اليوم ب (الثقافة).
فإنّ المعرفة البشرية (ثقافة) و (علم).
و الثقافة هي مجموعة المعارف التي تدخل في تكوين ذهنية الإنسان، و عقله، و روحه، و عواطفه، و سلوكه، و عقيدته مثل (العقيدة) و (الفلسفة) و (الأخلاق) و (الآداب) و (التاريخ) و (علوم الشريعة) و العلم ما عدا ذلك من تجارب الإنسان و خبراته و معارفه، كالصيدلة، و الطب، و الجراحة، و الرياضيات، و الفلك، و الجيولوجيا، و الجغرافيا.
و الثقافة توجّه العلم. فإنّ العلم لا جهة له من الخير و الشر في حياة الإنسان و يقبل الخير و الشر معا، و الثقافة هي التي توجّه العلم إلى الخير و الشر، و تحدّد وجهة الإنسان في الحياة.
فإذا كانت الثقافة التي تكوّن ذهن الإنسان و نفسه ثقافة ربّانية استطاع صاحبها أن يوظف العلم باتجاه خدمة الإنسان و صلاحه.
نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 47