نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 46
الخوف من اللّه تعالى إلّا إذا رسخ العلم في نفسه، و بقدر ما يرسخ العلم في نفس الإنسان يكون الإنسان خائفا من اللّه تعالى.
و نحن نستظهر هذه المعادلات كلها من بيان القرآن و تقريره.
و هذا أحد أغرب آثار العلم في نفس العالم.
و العلم هنا أمر آخر غير ما يخزن الإنسان في ذاكرته من المعلومات، و إنما هو ما يستقرّ في نفس الإنسان، و يرسخ، و يتحول في نفس الإنسان إلى وعي و بصيرة و هدى و سلوك.
و هذه هي الخصوصية الاولى للعلم في النصوص الإسلامية.
العلم و المسئولية:
و الخصوصية الثانية للعلم هي: إنّ العلم يحمّل صاحبه مسئولية أعمال الآخرين.
يقول أمير المؤمنين 7 في الخطبة الشقشقية: «أما و الذي فلق الحبّة، و برأ النسمة لو لا حضور الحاضر و قيام الحجّة بوجود الناصر، و ما أخذ اللّه على العلماء ألّا يقارّوا على كظة ظالم و لا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها» [1].
فإنّ العلم كما ذكرنا يوسّع افق وعي الإنسان و شعوره، و يخرجه من حالة الأنا، و يمكّنه من أن يتحسّس هموم الآخرين و معاناتهم.
فإذا أحسّ الإنسان بمعاناة الآخرين و همومهم يحمل مسئوليتهم، و يقف إلى جنبهم، و يدافع عنهم، و يرفع صرخة المظلوم في وجه الظالم،