نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 36
الاستشراق و التغريب:
و قد سبقت عملية التغريب دراسات استشراقية واسعة قام بها علماء من الغرب و قد مكّنتهم هذه الدراسات من معرفة التاريخ و التراث الإسلامي، و مكّنتهم من معرفة بقاع العالم الإسلامي و ما كان فيها من عادات و تقاليد، و ما فيها من نقاط الضعف و القوّة.
فكانت هذه الدراسات الاستشراقية هي الطلائع الاولى لعمليات (التغريب) التي قام بها الغرب بعد ذلك على أيدي حكام و مفكّرين من العالم الإسلامي.
و لا نحتاج إلى كثير من التأمّل لندرك أنّ (الاستشراق) و (التغريب) وجهان للمحاولات التي بذلها الغرب منذ عصر نابليون إلى اليوم لبسط نفوذه و سلطانه في الشرق.
و مهما يكن من أمر فقد كان للتغريب أثر تخريبيّ كبير في ثقافة الامّة و تاريخها و حضارتها و حصانتها.
و قد أدرك العلماء في وقت مبكّر خطر هذه الموجة التي كانت تزحف بصورة منتظمة إلى العالم الإسلامي، و أنذروا المسلمين بأخطار هذه الموجة و آثارها التخريبية في الحضارة و السياسة، و أنّ الاستسلام لهذه الموجة من الركون إلى الذين كفروا و الذي حرّمه اللّه تعالى و أوعد عليه بالنار، و من سبيل الكافر على المؤمن.
و قد نفى اللّه تعالى أن يكون للكافرين على المؤمنين سبيل أو سلطان و نفوذ في أي شأن من شئون الحياة.
غير أنّ الدعوة إلى التغريب كانت تتمّ ضمن إمكانات هائلة تملكها
نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 36