نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 148
و أفضل كلّ علم، يقول الصادق 7: أفضل العبادة العلم باللّه [1].
و ليس للسمع في تلك القواعد و الاصول مدخل، لأن التقليد في العقليّات لا يصحّ عند أرباب العقول.
بلى قد يجيء النقل دليل و لكنه من الارشاد الى حكم العقل، أو الاشارة الى الفطرة كما في قوله تعالى: «أ في اللّه شكّ فاطر السموات و الأرض» [2] و أمثاله من القرآن المجيد، فإن هذه الآية الكريمة لم تحمّلك على القول بالوجود حتما، بل لفتتك إليه من جهة الأثر و مشاهدته.
فاذا جاء عن الرسول و عترته أدلّة على هذه الاصول فما كلامهم في هذا إلّا إرشاد الى حكم العقل، فإنهم ما زالوا يدلّون على العقل و يهدون الى دلالته، و هذا الصادق نفسه يقول: العقل دليل المؤمن، و يقول: دعامة الانسان العقل، و يقول: لا يفلح من لا يعقل [3]، و لو قرأت ما أملاه الكاظم 7 على هشام بن الحكم في شأن العقل و العقلاء [4] لعرفت كيف عرفوا حقيقة العقل، و دلّوا عليه و حثّوا على الاستضاءة بنوره.
و لقد جاء في كلامهم الشيء الكثير من الاستدلال على هذه الاصول، و هذا نهج البلاغة قد جمع من البراهين ما أبهر العقول و حيّر الألباب، كما جمعت كتب الحديث و الكلام كثيرا من تلك الحجج، و من تلك الكتب احتجاج الطبرسي، و اصول الكافي، و توحيد الصدوق، و الأوّل و الثّاني من البحار، و في كتبه الاخرى التي يترجم فيها الأئمة : و يذكر كلامهم طيّ