نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 124
إمامته بالبرهان، فأين ذلك من مبلغ العيان، و مشاهدة البرهان، و سماع البيان، فكان لقدوم الصادق العراق بلاد الولاء للعترة، و لمشاهدة شمائله و فضائله، و لسماع عظاته و نوادر آياته أثر بليغ في ميل النفوس إليه، و انعطافهم عليه، فوق ما يجدونه من السماع عنه، و ما كان الناس كلّهم يذهب للحجّ فيجتمع به، فكانت جملة من الأحاديث أخذوها عنه في جيئاته إلى العراق.
و ربت على هذا كلّه مظلوميّته، فإن الناس كلّهم أو جلّهم يعلمون بأن الصادق مظلوم مقهور على هذا المجيء، و يعلمون بما ينالون منه من سوء أذى في مجيئه، هذا فوق ما يعتقدونه من غضب مقامه و التضييق عليه، و الحيلولة دون نشر علومه و معارفه.
و ما كان حتّى الشيعة يعرفون عن الإمام من الشأن و القدر و العلم و الكرامة مثلما عرفوه عنه بعد مجيئه، لأن التقيّة و عداء السلطة حواجز دون نشر فضائله و الصادق 7 كما يقول عمرو بن أبي المقدام: كنت إذا نظرت إليه علمت أنه من سلالة النبيين، و كما يقول ابن طلحة في مطالب السؤل: رؤيته تذكّر الآخرة، و استماع حديثه يزهد في الدنيا، و الاقتداء بهديه يورث الجنّة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوّة، و طهارة أفعاله تصدع بأنه من ذوي الرسالة.
و من ثمّ تجد هشام بن الحكم و كان جهميا يعدل إلى القول بالإمامة لمحاورة الصادق له و نظره إليه، ذلك النظر الذي امتلأت نفسه منه جلالا و هيبة فأحسّ أن ذلك لشأن لا يكون إلّا للأنبياء و الأوصياء، فكان من آثار مجيئه إلى العراق هداية هشام، و أنت تعرف من هشام، و ما آثاره في خدمة أهل البيت، و خدمة الدين [1].
[1] كتبت رسالة عن هشام بن الحكم استقصيت فيها قدر الامكان أخباره و آثاره.
نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 124