و أما بسكون الراء و تاء فوقها نقطتان: طرف من بغداد مما يلي باب قطربّل، هناك دير النّصارى‌ [1].

و أما مثله إلا أنّ بعد الرّاء نون‌ [2]: ناحية من شقّ اليمامة [3].

[1] أضاف الحازمي على هذا التعريف: و في شعر عميرة بن طارق:

رسالة من لو طاوعوه لأصبحوا* * * كساة نشاوى بين درتا و بابل‌

وجدته في أكثر النسخ بالنّون، و الله أعلم. انتهى.

و نقل ياقوت نص كلام الحازمي مضيفا كلاما عن الصّابي حدّد الموقع، كما ذكر موضعا آخر باسم درتا من نواحي الكوفة، وصفه بكثرة النّخل و غيره من الأشجار. و أضاف: و ها هي اليوم ما بها نخلة قائمة و لا شجرة ثابتة و لا زرع و لا ضرع، و ذكر بعض المنسوبين إليها. أما عميرة بن طارق، فهو شاعر جاهلي من بني يربوع، ذكره في النّقائض- 780- له ذكر في يوم ذي طلوح بين قومه من بني تميم، و بين بني بكر بن وائل، و قد أورد ياقوت بيته هنا، و هو من قصيدة في 22 بيتا، و لكنه أضاف في الكلام على درتا: و بالنّون روي قول عميرة بن طارق اليربوعيّ، حيث قال:

إلا أبلغا أبا حمار رسالة* * * و أبجر أنّي عنكما غير غافل‌

رسالة من لو طاوعوه لأصبحوا* * * كساة نشاوى بين درنا و بابل‌

و هذا يدل على أنها من نواحي العراق، و انظر القصيدة في النّقائض- 54- و يتضح أن المخاطبين و هما رئيسا بني شيبان- في العراق.

[2] كذا وردت في الأصل، و الصواب «نونا».

[3] عند الحازمي- بعد الرّاء نون-: من نواحي اليمامة، و في معجم البلدان: درنا من نواحي اليمامة عند الحازمي فيما أحسب، قال الأعشى:

حلّ أهلي ما بين درنا فبادو* * * لي، و حلّت علويّة بالسّخال‌

هكذا قال الجوهريّ. و الصواب: درتا؛ لأنّ درتا و بادولي موضعان بسواد بغداد. و أضاف: و قال أبو عبيدة في قول الأعشى:

فقلت للشّرب في درنا و قد ثملوا* * * شيموا و كيف يشيم الشّارب الثّمل‌

هكذا روي بالنون، و قيل: درنا كانت بابا من أبواب فارس، و هي دون الحيرة بمراحل، و كان فيها أبو ثبيت الذي قال القصيدة فيه، و قال غيره: درنا باليمامة، هكذا في شرح هذا البيت، و الصحيح أن درتا بالتّاء، في أرض بابل، و درنا بالنّون باليمامة، و مما يدل على أنّ درنا باليمامة قول الأعشى أيضا:

فإن تمنعوا منّا المشقّر و الصّفا* * * فإنّا وجدنا الخطّ جمّا نخيلها

و إنّ لنا درنا فكلّ عشيّة* * * يحطّ إلينا خمرها و خميلها

-