و يعتقد أن نظام المساحة كان أول نظام من نظم جباية الخراج طبقه الإسلام بعد فتح العراق [2]. و ذلك امتدادا و إقرارا لما كان يقوم به الفرس قبلهم في العراق في جباية الضرائب. فمنذ عهد كسرى أنو شروان (531- 578 م) أصبحت الضريبة بعد أن مسح كسرى العراق تؤخذ بنسبة مساحة الأرض نفسها، و ليس بنسبة الناتج [3]، و قد اعتبرت خطوته هذه في إلغاء نظام المقاسمة، الذي كان نافذا قبله، و تبنى نظام المساحة أهم خطواته الاصلاحية [4].
و ظل نظام المساحة هذا معمولا به حتى بداية العصر العباسي، و ذلك عند ما عدل عنه الخليفة المنصور [5] إلى نظام المقاسمة السابق، ثم توسع بعده
[1]. المقصود بنظام المساحة أو ما يسمى بخراج الوظيفة: هو كون الواجب شيئا مقدرا في الذمة كالذي وضعه عمر على سواد العراق، أما المقصود بنظام أو خراج المقاسمة فهو كون الواجب جزءا شائعا من الخارج كالربع و الخمس و نحوه، كالذي وضع على الشام و مصر (راجع الزحيلى، آثار الحرب في الفقه الإسلامي- 573).
[5]. الماوردي- 176، و أبو يعلى- 169، و الحنبلي في الاستخراج- 11. و راجع أيضا من الكتب الحديثة التي حققت الموضوع: جرجى زيدان في تاريخ التمدن الإسلامي- 82، و حسن إبراهيم في النظم الإسلامية- 287، و الريس في الخراج- 416.
نام کتاب : إحياء الأراضي الموات نویسنده : محمود المظفر جلد : 1 صفحه : 219