نام کتاب : إتحاف الوري بأخبار أم القري نویسنده : عمر بن محمد بن فهد جلد : 3 صفحه : 607
و فيها- فى جمادى الأولى بعد العصر- أمطرت مكة مطرا عظيما، و جاء بعد المغرب ليلة ثالث جمادى الأولى سيل دخل المسجد من أبوابه بجانبه اليمانى، و قارب الحجر الأسود، و ألقى فى المسجد أوساخا كثيرة من الزبل و الطين، و هدّ باب الماجن بأسفل مكة، و جانبا من سوره حتى بلغ به الأرض [1].
و فيها كان بمكة وباء عظيم عامّ، دام أشهرا، لعل الموتى فيه ممن يعرف اسمه و مكانه يزيدون على ألفين أو يقاربون ذلك، و كان كثيرا [ما] [2] يجمع من الجنائز عقيب صلاة الصبح أو العصر سبع أو أكثر، و كان يموت فى كثير من الأيام بضع و عشرون فى كل يوم أو أكثر، غير الموتى الذين يؤتى بهم من بادية مكة إليها،/ و كان ابتداء 374 كثرة الموتى بهذا الفصل يوم الثامن من صفر [3].
و فيها وصل شيخنا شمس الدين بن الجزرى صحبة الحاج من القاهرة، و فرّق فى الموسم صدقة قدرها ستمائة دينار و هى ثياب و برود و غير ذلك، و حجّ و جاور هنا من أول السنة التى بعدها [4].
[1] شفاء الغرام 2: 269، و العقد الثمين 1: 208، و السلوك للمقريزى 4/ 2: 663.
[2] إضافة عن شفاء الغرام 2: 277، و العقد الثمين 1: 210.