responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إتحاف الوري بأخبار أم القري نویسنده : عمر بن محمد بن فهد    جلد : 1  صفحه : 286

تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجنى قومى، فأريد أن أسيح فى الأرض، و أعبد ربى. قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج و لا يخرج؛ إنك لتكسب المعدوم، و تصل الرحم، و تحمل الكلّ، و تقرى الضيف، و تعين على نوائب الحقّ؛ أنا لك جار، ارجع و اعبد ربك ببلدك. فرجع و ارتحل معه ابن الدّغنة، فطاف ابن الدّغنة عشيّته فى أشراف قريش فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله و لا يخرج، أ تخرجون رجلا يكسب المعدوم، و يصل الرحم، و يحمل الكلّ، و يقرى الضيف، و يعين على نوائب الحق؟! فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة و أنفذوه و أمّنوا أبا بكر، و قالوا لابن الدّغنة: مر أبا بكر فليعبد ربه فى داره، فليصلّ بها و ليقرأ ما شاء، و لا يؤذينا بذلك، و لا يستعلن بصلاته، و لا يقرأ فى غير داره.

ثم بدا لأبى بكر فابتنى مسجدا بفناء داره، و برز فكان يصلى فيه و يقرأ القرآن؛ فيتقصف‌ [1] عليه نساء المشركين و أبناؤهم و هم يتعجّبون منه و ينظرون إليه. و كان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، و أفزع ذلك أشراف قريش من المشركين؛ فأرسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم، فقالوا له: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربّه فى داره، و إنه قد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره، و أعلن بالصلاة و القراءة فيه، و إنا قد خشينا أن يفتن نساءنا و أبناءنا بهذا فانهه، فإن أحبّ أن يقتصر على أن يعبد ربّه فى داره فعل، و إن أبى إلا أن يفعل/ ذلك فاسأله أن يردّ عليك ذمّتك؛ فإنا كرهنا أن نخفر ذمتك، و لسنا مقرّين لأبى بكر بالاستعلان.


[1] تقصف القوم على الشى‌ء: اجتمعوا و ازدحموا عليه. (المعجم الوسيط، و شرح المواهب 1: 289)

نام کتاب : إتحاف الوري بأخبار أم القري نویسنده : عمر بن محمد بن فهد    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست