على شيبة الحمد ذى المكرمات* * * وذ المجد و العز و المفتخر
و ذى الحلم و الفضل فى النائبات* * * كثير المكارم جم الفخر
له فضل مجد على قومه* * * منير [1] يلوح كضوء القمر
أتته المنايا فلم تشوه* * * بصرف الليالى و ريب القدر [2]
و لما مات عبد المطلب جززن نساء بنى عبد مناف الشعور، و قالت رقيقة بنت أبى صيفى بن هاشم لولدها مخرمه بن نوفل:
شقّ قميصك على خالك، لمن تستبقيه بعده؟!
و كان النبى 6 يبكى خلف سريره حتى دفن بالحجون [3]، و لم يبك أحد ما بكى عبد المطلب بعد موته، و لم يقم بمكة سوق بعد موته أياما كثيرة [4].
و لما توفى عبد المطلب ضم أبو طالب النبىّ 6/ إليه و حاطه أتمّ حياطة، و رقّ عليه، و أحبه حبا شديدا لا يحبه ولده، و كان لا ينام إلا إلى جنبه، و يخرج فيخرج معه، و صبّ به أبو طالب صبابة لم يصبّ مثلها بشىء قط. و قد كان يخصه بالطعام، و كان أبو طالب لا
[1] كذا فى م. و فى ت، ه «و منه يلوح». و فى طبقات ابن سعد 1: 118 «مبين يلوح»
[2] نسب ابن هشام هذه القصيدة لبرة بنت عبد المطلب. (سيرة النبى لابن هشام 1: 110، 111)
[3] طبقات ابن سعد 1: 119، و الوفا بأحوال المصطفى 1: 131، و سبل الهدى و الرشاد 2: 183، و السيرة الحلبية 1: 184.