بعض أقاربه عند وجهاء القوم و عليتهم أو علماء الدين بأقاربه و عشيرته فيتكلم عليهم و يبين مثالبهم الواضحة في مخيلته. و معلوم أن الأذن الإنسانية تحب سماع المثالب دون المناقب و هذا ديدن ابتلينا به و اللّه المستعان، و قال معاوية لعمرو بن العاص ما ألذ الأشياء؟ قال: إسقاط المروءة، يريد أن الرجل إذا لم يهمه مروءته تلذذ و عمل ما يشتهي و لم يلتفت إلى لوم لائم.
و من أعداء المروءة ممن كانوا جفاةً و سفلةً و طغاماً مع خلوهم من الحمية و أهل الكذب و الخلف في الوعد، فإن الكذب ينقص المروءة بل قيل إن خصلتين لا تجتمعان الكذب و المروءة، و قلة الحياء من قلة المروءة كما أن سوء المنطق يزري بالبهاء و المروءة [1]. و إن المشارطة في أمور معينة لا يليق بشأن كثير من الأشخاص و كذلك المماكسة فيها خلاف المروءة [2]، و مما يسقط المروءة كثرة الريبة فلا ينبل مريب، و من قدَّر لأهله أن يحتاجوا إلى غيره، و إن يستخدم ضيفه و إسقاط حشمته و الأكل في الأسواق و المجامع، و البول في الشوارع، و كشف الرأس في المحافل ممن كان لباسه تغطية رأسه، و لبس الإنسان لبساً مما يجعله موضعاً للسخرية، و مد الرجل عند الناس بلا ضرورة ممن كان في المجلس ممن يحتشم منه، أما لو كان