حملًا أثقل من المروءة، و المروءة هي الاستحياء من شيء علانية فلم يفعله سراً، لذا من أراد طلب المروءة فعليه أن يدرب نفسه من الصغر حتى تصبح له عادة طبيعة في سلوكه فيتطبع عليها و ذلك من خلال النشأة الصالحة، قال الشاعر:
إذا المرء أعيته المروءة ناشئاً * * *فمطلبها كهلًا عليه شديدُ
و قال داود بن هند: (جالست الفقهاء فوجدت ديني عندهم، و جالست كبار الناس فوجدت المروءة فيهم، و جالست شرار الناس فوجدت أحدهم يطلِّق امرأته على ما لا يساوي شعيرة) [1].
و قد رأينا ممن لا مروءة له قد باع دينه بأتفه الأشياء.
و ذكر صالح بن جناح أصل المروءة الحزم و ثمارها الظفر و إذا طلب رجلان أمراً ظفر بأعظمهما مروءة [2].
و سأل معاويةُ صعصعة بن صوحان ما المروءة؟، قال: (الصبر و الصمت، فالصبر على ما ينوبك و الصمت حتى تحتاج إلى كلام) [3].
و قال صعصعة بن صوحان: (رأس المروءة الصمت حتى تحتاج إلى كلام) [4].