responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ عبد الله جوادي آملي    جلد : 1  صفحه : 85

الصلاة. فانصب في الدعاء [1].

و لمّا لم يعيّن للتعقيب أمد خاصّ، كما أنّه لم يحدّد للاستقبال زمان مخصوص، و كان أيّ شي‌ء يأتي على العبد السالك سبيل معبوده إنّما هو واجب أو مستحبّ، و لا ينافي ما يفعله ما يقوله و يدعو به و يتلوه فهو دائم في صلاته، فلذا يصحّ له أن يقول متأسّيا بمواليه الكرام الّذين جعلهم اللّه أسوة حسنة للناس «إِنَّ صَلٰاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ» [2]، و هذا العبد الصالح لا يهتمّ إلّا بوجه اللّه، فهو من روح اللّه كما نطق به الصادق المصدّق 7، ناقلا عن رسول اللّه- 6- أنّه: «من أصبح من أمّتي و همّه غير اللّه فليس من اللّه» [3]، لدلالته على أنّ همّه هو اللّه فهو منه تعالى، أي: من وجهه الخاصّ.

و قد جعل لذلك ميزان القسط يزن به كلّ سالك نفسه، حتّى يتبيّن له أنّه من اللّه الباقي، أو من غيره الهالك، و هو قول الصادق 7: «من أراد أن يعلم ما له عند اللّه فلينظر ما للّه عنده» [4]، إذ القلب مرآة لمقلّب القلوب، كما أنّه تعالى أيضا مرآة للقلب، بل لكلّ ما عداه، حيث إنّه ينكشف به كلّ ما عداه، فمن أراد أن يرى ماله عند اللّه فليتدبّر في قرآن قلبه الذي: إن كان صالحا يكتب اللّه تعالى فيه الإيمان، و يؤيّده بروح منه، فإذا شاهد مرآة قلبه و تدبّرها يرى ما انطبع فيها، أو تمثّل لها ممّا هو عند اللّه؛ لأنّ قلب المؤمن مرآة للّه الذي هو المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر، فينعكس فيها ما في مرآة ربّه، فيعلم: أنّ له عند اللّه شأنا من اللّه، و هو عنده تعالى وجيه أم لا. و هذا السالك و إن كان همّه هو اللّه و لا يهتمّ بما عداه و لكنّه بعد يشاهد في مرآة قلبه ماله عند اللّه، فهو الآن يشاهد قلبه و ما فيه الحاكي‌


[1] جامع أحاديث الشيعة: ج 5 ص 356.

[2] الأنعام: 162.

[3] المحاسن للبرقيّ: ج 1 ص 324 طبع المجمع العالميّ لأهل البيت :.

[4] المصدر السابق.

نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ عبد الله جوادي آملي    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست