من طريقة الكتابة إلى الحوار مع الآخرين ابتداء من حاكم المكان إلى سكان هذا المكان مرورا بالعلماء و الفقهاء و المحدثين و المفسرين و التجار و صاحب الرحلة يعيش مع هؤلاء فترات طويلة نفس حياتهم حتى يتأقلم مع حياة الآخرين و هنا تظهر الرحلة على أنها حوار و تقمص وجدانى فى أن واحد و هذه الخصائص كلها كانت كفيلة بكتابة الرحلة على أنها حكاية واقعية بالضبط كما حدث مع طبيعة بلزاك.
و يدعو هذا السياق إلى قول بعض الدارسين فى كون" أدب الرحلات أب الآداب جميعا" مثلها مثل السيرة و المسرح على سبيل المثال" لأنه يمكن أن يحوى كل فنون الأدب" إلى جانب العلوم الإنسانية الأخرى كعلم النفس و علم الاجتماع و التاريخ و الجغرافيا و الأنثروبولوجى. ففى نظرهم أن القارئ يجد فيه المقالة الموضوعية و النقدية و الوصفية كما يظفر بالترجمة الشخصية ... و فيه يجد القارئ متعة عند قراءة الحكايات التاريخية أو الأساطير أو تاريخ البلدان 2 و من ثم كان تطور هذا الفن الكتابى نحو تخليص القص من مباشرة الوصف و الغوص فى تفاصيل لا يربطها إلا المكان.