و يرتبط مفهوم الرحلة هنا بالمكان و الزمان على السواء. فإذا كان كل شىء يعود لأصله و بدايته فتصور الرحلة زمنيا يرتبط بها مكانيا أى أنها هى الأخرى مستديرة كدورة الأرض و دورة الشمس و دورة الفلك، و كان التجدد من ثم سمة أصيلة فى الرحلة و الراحل و أن الاغتراب نفسه علاج لسكونية الحياة المملة و قد تصور الفكر العربى و الإسلامى أن الزمان و المكان غير منفصلين و أن الزمان رغم أنه لا يعود إن مضى، فإنه يعيد نفسه فى ظواهر يومية و فصلية و سنوية تعيد للذهن الزمان و المكان و كذلك نلاحظ ارتباط الرحلة بتوقيت زمنى يعطيه الإنسان الأمل فى العودة و قد امتد هذا المفهوم لدلالة الرحلة الروحية و النفسية و الذهنية- حتى أن رحلة الموت لا تقف عند- مجرد الموت فإن البعث يعيد الحياة مرة ثانية و هذا ما جعل علوم الرحلة تفيد دراسة الزمان و المكان فى اتصالهما الكونى ابتداء من الجغرافيا و نهاية بالتاريخ.