" حلب مدينة الموسيقى، و قد قال لى بعضهم: إن فى كل بيت كمانا أو عودا أو غير ذلك من المعازف حتى بيوت النصارى و اليهود و الأرمن فأضحكنى هذا، و قلت له: ما كنت أعرف قبل اليوم أن كون المرء نصرانيا أو يهوديا أو أرمانيا يمنع أن يكون موسيقيا.
و كانت شهرة حلب أنها تحافظ على القديم و تحرص عليه و تأبى أن تخرج بفنها إلى الذى يسمونه تجديدا و لست أهل هذا الفن و لا دراية لى به و إن كنت فى صدر حياتى قد أضعت عاما و نصف عام و أنا أحاول أن أتعلم العزف على الكمان، و كان أستاذى هو" الخواجة تلماك" 35 و كان دكانه على مقربة من سراى البارودى التى كانت فيها (الجريدة) و ليس ذنبى إنى أخفقت أو انقطعت عن الطلب، فقد كنت قليل الصبر و شق على أن لا أبلغ مبلغ" سامى الشوا" فى أسبوع