بذلك أن تأكل ثم تنسى أى طعام أكلته فلا يمنع ذلك أن الفائدة من الطعام قد حصلت و لكن النسيان يتعب إذا وجبت المراجعة، و ليس البلاء إنى أنسى و إنما هو إنى لا أضع علامة على كتاب اقرؤوه و لا أدون شيئا فى مذكرة فإذا أردت الرجوع إلى شىء مما قرأت حرت أين أطلبه و قد حاول بعض إخوانى المشفقين أن يعودنى النظام و تدوين المذكرات فقلت أفعل كما أشاروا و شرعت فى ذلك و لكنى مللت بسرعة و رأيت فى هذا تعطيلا لى و تضييعا للوقت و الحقيقة إنى اعتدت هذه الفوضى طول عمرى فمن العسير بعد هذا الزمن المديد أن يجىء أحد فيحاول تعويدى خلاف ذلك و الجرى على العادة أسهل و أنا سريع الملل و كلما ثقل على أمر قلت لنفسى: و مما هذا العناء؟ كل شىء باطل و قبض الريح فليكن كما يكون.