responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدباء القرن العشرين نویسنده : إبراهيم عبد القادر المازني    جلد : 1  صفحه : 136

ما فيها و اختلط بتراب الأرض، قلت (يا أمير و بعد هذا التعب الذى تجشمناه!) قال:" لا تخف فقد بقى ما يكفى" و قد صدق، فقد كان الباقى من الخراف و غير ذلك فوق الكفاية و سألته: (و من أى طريق أقبلتم؟) قال (من طريق البحر) فقلت (و لماذا لم تجيئوا بنا من حيث جئتم؟) قال) لتروا الأحراش الطبيعية) قلت (يا أخى! و الله لقد كدنا لا نرى شيئا و لقد كنا كالأطفال الخائفين نغطى وجوهنا و أعيننا و ننظر أحيانا من بين أصابعنا هات الأكل و السلام).

و جاءونا براقصين من البدو يدق أحدهم طبلته دقا عنيفا و يرقص الآخر رقصة الدبكة المشهورة فى لبنان ثم انضم إليه آخرون فصاروا حلقة كبيرة و أسر إلىّ أحد أعوان الأمير أنه كان ينبغى أن يجيئنا براقصات و لكنهم لا يجدوا و لا واحدة.

و قبل أن يبدأ الرقص كان أحد الرجلين يصيح بكلام لا أتبينه ثم يذكر اسما يهمس بعضهم فى أذنه فذكر أسماء طه حسين و أحمد أمين و عزام الشايب و العبادى (و سماه العبدى) و المازنى (و نطقه المزنى) ثم أبى العلاء المعرى فقال (أبو على أية؟) فأسروا إليه أنه المعرى فلم أسمع كيف نطقه بين أصوات الضحك.

ثم خرجنا على طريق بديع فسيح إلى اللاذقية فبلغناها قرب المغرب و ذهبوا بنا إلى فندق كبير علمنا أن الحكومة هى التى بنته و دعانى الأمير إلى بيته لأستريح حتى يحين موعد الحفلة العلائية، فقلت إنى أريد أن أطمئن أولا و أعرف غرفتى بين هذه الغرف، فإنى أخشى أن لا أكون فى إحداها وحدى، فطمأننى و حملنى معه، فلما عدت وجدت حقيبتى حيث تركتها، و لا غرفة أوى إليها فجعلت أصيح بكل ما أراه و لم أكف عن الصياح و إظهار الغضب حتى دلونى على غرفة رضيت بها.

نام کتاب : أدباء القرن العشرين نویسنده : إبراهيم عبد القادر المازني    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست