responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكم في الاسلام نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 244
ثقة، وقد يعبر عنه بأهل الخبرة . فالمريض يرجع الي الطبيب الحاذق الثقة ويعمل برأيه، وهكذا في سائر الامور التخصصية فهذا أمر فطري ضروري لا محيص عنه، فالمجتهد المتخصص يعرف حكم الواقعة بنحو التفصيل، ومن لم يبلغ مرتبة الاجتهاد فلا محالة اما أن يحتاط في العمل مع الامكان، أو يرجع اليه ويكسب العلم أو الوثوق بالحكم اجمالا منه ويعمل بما حصل له من العلم أو الوثوق . والاحوط بل الاقوي في المسائل الخلافية رعاية الاعلمية، علي ما يقتضيه ارتكاز العقلاء وسيرتهم .

فليس بناء العقلاء في الرجوع الي الخبراء مبنيا علي التعبد، ولا علي الاضطرار الي العمل بالتقليد والظن ، ولا علي اعتماد كل فرد في عمله علي سائر العقلاء وبنائهم، بل علي اعتماد كل فرد في عمله علي الادراك الحاصل في ضميره برجوعه الي الخبير الثقة، وهو علم عادي تسكن به النفس، والعلم حجة عند العقل، فيرجع بناء العقلاء الي حكم العقل .

والعقلاء لا يتقيدون في نظامهم بالعلم التفصيلي المستند الي الدليل في جميع المسائل، بل يكتفون بالعلم الاجمالي ، كما لا يتقيدون بما لا يحتمل فيه خلاف أصلا، بل يكتفون بالعلم العادي ، أي ما يكون احتمال الخلاف فيه ضعيفا جدا، وليس في هذا تعبد أصلا لعدم التعبد في عمل العقلاء بما هم عقلاء.

فاذا فرض أنه في مورد خاص لم يحصل لهم الوثوق الشخصي بقول خبير، فان لم يكن الموضوع مهما وجاز فيه التسامح أمكن العمل رجاء. وأما اذا كان الموضوع من الامور التي لا يتسامح فيها كالمريض الدائر أمره بين الحياة والموت مثلا فلا محالة يحتاطون حينئذ ان أمكن، أو يرجعون فيه الي خبير آخر، أو شوري طبية مثلا.
نام کتاب : نظام الحكم في الاسلام نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست