و المساكين هم اهل الزمانات و قد دخل فيهم الرجال و النساء و الصبيان [1]
...
و في تفسير علي بن ابراهيم : "و المساكين هم اهل الزمانة من العميان و العرجان و المجذومين و جميع
اصناف الزمني : الرجال و النساء و الصبيان" [2]
.
فالمسألة واضحة علي طريقتنا من حجية اخبار اهل البيت . و الاخبار التي استدل بها للقول الاخر كلها قابلة
للتأويل و التفسير. و لا يترتب علي تحقيق ان الفقراء و المساكين صنفان أو صنف واحد، و ان الاسواء ايهما،
ثمرة في باب الزكاة بعد عدم وجوب البسط علي الاصناف .
و لعل الظاهر من الاخبار و الفتاوي التي حكيناها كون اللفظين متباينين، و لكن الظاهر ارادة كون احدهما
اخص من الاخر. و بهذا صرح الشيخ الانصاري في زكاته، فجعل المسكين اخص من الفقير [3]
.
و قال في مصباح الفقيه ما حاصله : "الاظهر الاشهر، بل المشهور نصا و فتوي ان المسكين اسواء حالا لا
بمعني ان بين مفهوميهما المباينة بحيث يصير كل منهما صنفا مغايرا للاخر، بل الفقر الذي هو في الاصل
بمعني الحاجة و يطلق عرفا في الحاجة الخاصة قد يشتد الي ان يوقعه في مذلة السؤال و شبهة . فيقال له
المسكين من المسكنة بمعني الذلة . و لا يطلق في العرف علي كل ذليل بل علي الذليل من فقره . فالمسكين
اخص موردا في العرف من الفقير، اذ لا يطلق علي الفقير المتعفف، و لا علي الفقير الذي يتكفل غيره نفقته
بعز لفظ المسكين" [4]
.
ثم تعرض للاخبار ثم قال ما حاصله : "و لا يخفي عليك ان المقصود بالاخبار و كلمات الاصحاب بيان المائز
بين اللفظين بأخصية المسكين من الفقير الموجبة لارادة مورد الافتراق من الاخير لدي اجتماعه مع الاول
في اللفظ. و لذا قالوا اذا اجتمعا افترقا، و الا فمن
[1] الوسائل، ج 6، الباب 1 من ابواب المستحقين للزكاة، الحديث 7
[2] تفسير علي بن ابراهيم (القمي ) 298/1
[3] زكاة الشيخ 497/
[4] المصباح 85/
نام کتاب : كتاب الزكوة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 2 صفحه : 294