مهلك، و لان النبي 6 استعاذ من الفقر و قال :
"اللهم احييني مسكينا و امتني مسكينا و احشرني في زمرة المساكين" [1]
، و لانه 6 قال : "ليس المسكين الذي يرده الاكلة و الاكلتان و التمرة و التمرتان و لكن المسكين
الذي لا يجد غنيا فيغنيه و لا يسأل الناس شيئا و لا يفطن به فيتصدق عليه" [2]
.
و استدل للقول الاخر بقوله - تعالي : "أو مسكينا ذا متربة" [3]
. و هو المطروح علي التراب
لشدة حاجته، و لانه يؤكد به الفقير فيقال : "فلان فقير مسكين"، و لقول الشاعر: "اما الفقير الذي كانت حلوبته
وفق العيال و لم يترك له سبد". و قال يونس : "قلت لاعرابي أفقير انت، فقال لا والله بل مسكين". الي غير
ذلك مما سرده الطرفان .
و المشهور بين اصحابنا و المروي عن اهل البيت (ع) كون المسكين اجهد.
ففي صحيحة محمد بن مسلم، عن احدهما (ع) انه سأل عن الفقير و المسكين، فقال : الفقير الذي لا يسأل .
و المسكين الذي هو اجهد منه الذي يسأل [4]
.
و في صحيحة ابي بصير قال : قلت لابي عبدالله (ع): قول الله - عز وجل : انما الصدقات للفقراء و
المساكين ؟ قال : الفقير الذي لا يسأل الناس . و المسكين اجهد منه . و البائس اجهدهم [5]
.
و دعوي اختصاص تفسيرهما بباب الزكاة ممنوعة، اذ لا دليل علي الاختصاص في الاولي و الثانية و ان كان
موردها آية الزكاة، و لكن ذكر البائس قرينة علي عدم الاختصاص .
و روي الشيخ، عن علي بن ابراهيم في تفسيره قال : فسر العالم (ع) فقال : الفقراء هم الذين لا يسألون و
عليهم مؤونات من عيالهم . و الدليل علي انهم هم الذين لا يسألون قول الله - تعالي : "للفقراء الذين
احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم
بسيماهم لا يسألون الناس الحافا".
[1] التذكرة 230/1 و لسان العرب 216/13
[2] مجمع البيان 41/5، ذيل آية الصدقة من سورة التوبة
[3] سورة البلد، الاية 16
[4] الوسائل، ج 6، الباب 1 من ابواب المستحقين للزكاة، الحديث 2
[5] الوسائل، ج 6، الباب 1 من ابواب المستحقين للزكاة، الحديث 3
نام کتاب : كتاب الزكوة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 2 صفحه : 293