responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 301

الثاني أن الملاك واقعا هو تواري المسافر من البلد و غيبوبته عنه كما في الرواية، و لكن الاصحاب انما عبروا عنه بما عبروا لما رأوا أن الرواية وردت في مقام التحديد و بيان أمارة يعتمد عليها المسافر في قصره و اتمامه، و ما يمكن أن يطلع عليه المسافر انما هو خفاء البلد عليه، و أما خفاؤه علي البلد فامر لا يطلع عليه الا بمثل التلغراف و نحوه مثلا، فعبروا عما هو الملاك واقعا بما يكون أمارة علي تحققه قبلها، و يجوز جعل شئ يحصل عقيب شئ آخر أمارة علي ذلك الشئ. فمحط نظرهم هو أنه يجب القصر عند خفاء الجدران من جهة أنه يكشف عن تحقق ملاك القصر قبله . و نظير ذلك ما ذكروه من أن وصول الكواكب الطالعة في أول الغروب الي دائرة نصف النهار أمارة علي انتصاف الليل، مع أنه من الواضحات أن الليل الشرعي من المغرب الي الفجر، فالانتصاف يحصل قبل وصول الكواكب الي دائرة نصف النهار كما لا يخفي .

الثالث أن يقال : انا لا نسلم أن تواري المسافر من البيوت يحصل قبل تواري البيوت منه، بل لعلهما متلازمان، فيجوز التعبير عن أحمدهما بالاخر.

بيان ذلك : أن المراد بالبيوت ان كان هي البيوت المرتفعة المتداولة في زماننا المشتملة علي طبقتين أو أزيد سلمنا عدم التلازم بين خفائها علي المسافر و خفاء المسافر عليها، و لكن الظاهر أن المراد منها ليس هذا القبيل من البيوت، بل المراد منها هي البيوت المتداولة في عصر صدور الرواية : من بيوت الاعراب و خيمهم التي لم يكن ارتفاعها أزيد من ارتفاع قامة الانسان بكثير، فيتلازم خفاؤها المسبب عن البعد مع تواري المسافر عنها، اذ المؤثر في قبلية الخفاء و بعديته هو طول الارتفاع و قصره، و لا دخالة لعرض الشئ في ذلك كما لا يخفي . و بالجملة خفاء البيوت أمارة تكشف عن حصول خفاء المسافر و ثبوت الترخص اما من حينه كما هو مقتضي هذا الوجه أو من قبله كما هو مقتضي الوجه الثاني ، فتدبر.
نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست