نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 225
و ان شئت توضيح ذلك فنقول : انك اذا نظرت الي وضع المسافرات التي كانت تتحقق في زمن صدور الاخبار عن الائمة
الاطهار(ع) ظهر لك أنه كان من عادة المسافرين تقسيم كل يوم و ليلة و صرف مقدار منهما في الضرب في الارض و الباقي منهما
في الاقامة في مكان للاستراحة و تجديد القوي، و كان يختلف ذلك باختلاف الفصول و المسافرين و الطرق و المراكب، فكانوا في
بعض الفصول يسيرون في النهار و يقيمون في الليل، و في بعضها بالعكس، و في بعض بالتلفيق، و كان مقدار سير بعضهم في
مجموع اليوم و الليلة ثمانية فراسخ، و مقدار سير بعضهم خمسة فراسخ أو أربعة أو ثلاثة أو أقل حسب اختلاف الاشخاص و
الاحوال و الطرق و المراكب و نحو ذلك، و كان يعد بنظر العرف مجموع الضرب و الاقامة الموقتة الحاصلة لتجديد القوي سفرا.
فاذا قيل لهؤلاء المسافرين : ان العزم علي اقامة العشرة أو اقامة الشهر مترددا، بحيث يقول المسافر: غدا أخرج أو بعد غد، يوجبان
الاتمام كان يتبادر الي أذهانهم من لفظ الاقامة المعني المقابل للسير في الارض، و كانوا يستفيدون من كلام الامام (ع) أن المسافر
الذي كان بحسب طبعه يسير بعضا من اليوم و الليلة و يقيم بعضا آخر اذا عرض له طاري و قاسر خارجي فلم يتحقق منه السير
في مقدار ثلاثين يوما مثلا فصرف مجموع هذا المقدار في الاقامة لجهة من الجهات وجب علي هذا المسافر الاتمام بعد ما تحقق اقامة
الشهر. و بعبارة أخري : المتبادر الي أذهان العرف من لفظ اقامة الشهر ترك شغل السير و الضرب في الارض و التعطل عنه، بحيث
يصرف جميع مدة الشهر في الاقامة و البقاء في مكان، فيرادف لفظ الاقامة قول العجم : "لنگ كردن".
و الحاصل أن المستفاد من أخبار المسالة و لا سيما بقرينة قوله : "غدا أخرج أو بعد غد" هو أن المسافر الذي كان يتحقق منه
الاقامة في كل يوم للاستراحة و تجديد القوي اذا حصل له شاغل خارجي فالجاه الي أن يعزم علي اقامة العشرة أو طالت
نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 225