الشرط الثالث : أن لايكون كثير السفر

ومن شروط القصر: أن لايكون كثير السفر. كما عبر بذلك في بعض عبائر المتاخرين .

و قد اختلفت عبارات الاصحاب في التعبير عن هذا الشرط، فالمشهور بين القدماء التعبير عنه بعدم كون سفره أكثر من حضره، أو بعدم زيادة سفره علي حضره . و وافقهم في هذا التعبير بعض المتاخرين . و قد وقع هذا النحو من التعبير في كلام المفيد، و السيدين، و سلار، و الشيخ في النهاية و المبسوط، و الحلي في السرائر، و المحقق في شرائعه و نافعه، و العلامة في أكثر كتبه كالتذكرة و الارشاد و القواعد و التحرير، و الشهيد الاول في الدروس، الي غير ذلك من المتاخرين .[1]

و عبر عنه في المعتبر بان لايكون ممن يلزمه الاتمام سفرا، ثم قال : "و قال بعضهم أن لايكون سفره أكثر من حضره . و هذه عبارة غير صالحة، و قد اعتمدها المفيد و أتباعه . و يلزم علي قولهم لو أقام في بلده عشرة و سفر عشرين أن يلزم الاتمام في السفر، و هذا لم يقله أحد."[2]

أقول : و أنت تري أن العنوان الذي ذكره مع شموله لسائر مايوجب الاتمام، كسفر المعصية مثلا، عنوان مجمل . و محصله : أنه يشترط في ايجاب السفر للقصر

---