نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 14
تفسير آية الجمعة
و لنذكر أولا مفاد آية الجمعة ثم نرجع الي تحقيق المسالة :
قال الله تعالي في سورة الجمعة : (يا أيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الي ذكر الله و ذروا البيع ذلكم
خير لكم ان كنتم تعلمون (الي أن قال :) و اذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا اليها و تركوك قائما)[1] الاية .
و قد يتوهم دلالة الاية الشريفة علي وجوب صلاة الجمعة بنحو الاطلاق علي كل أحد، فيجوز التمسك بها لنفي كل ما شك في
شرطيته .
و قد نشا هذا التوهم من عدم الملاحظة لمورد نزولها، اذ بملاحظته يعلم أنها ليست بصدد تشريع الجمعة، و انما نزلت في واقعة
خاصة اتفقت بعد ما كانت صلاة الجمعة مشرعة و معمولا بها بين المسلمين .
و قصة ذلك أن دحية بن خليفة الكلبي كان يسافر الي الشام و ياتي بمال التجارة الي المدينة ثم يضرب بالطبل لاعلام الناس
بقدومه، فقدم ذات جمعة و رسول الله 6 قائم علي المنبر يخطب، فلما ارتفع صوت الطبل خرج الناس و انفضوا اليه بعضهم
لاشتراء المتاع و بعضهم لاستماع اللهو (الطبل) و تركوا النبي 6 قائما فنزلت الايات الشريفة .
و المراد بالذكر فيها هو الخطبة كما عليه الاكثر، و لذا استدل بها أبو حنيفة علي كفاية ذكر الله فقط في خطبة الجمعة . كما استدل
لها أيضا بفعل عثمان، فانه حين ما ولي الخلافة خطب للجمعة فقال : الحمدلله، فلما قال ذلك صار ألكن . فقال : انكم الي امام فعال
أحوج منكم الي امام قوال .[2]
[1] سورة الجمعة (62)، الايات 11 - 9.
[2] راجع التذكرة 150/1 (= ط. أخري 62/4)، البحث السادس من المطلب الاول، المسالة 405; و تفسير القرطبي 115/18.
نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 14