نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 122
الترحم، و يشهد بذلك ترديد الراوي في رواية معاوية، فافهم .
و أما رواية اسحاق بن عمار فيقع الاشكال فيها لقوله (ع): "كانهم لم يحجوا مع رسول الله 6 فقصروا." اذ حجه الذي
كان مع الناس هو حجة الوداع، و قد أمر6 أن ينادي للحج، ليخرج الناس معه ويتعلموا منه 6مناسك الحج، فاجتمع
الناس حوله و خرجوا معه من المدينة بقصد الحج . فسفره هذا لم يكن تلفيقيا، بل أنشاه من المدينة و استمر سفره حتي ذهب الي
عرفات .
فلايتم الاستشهاد بفعله 6 علي أهل مكة اذا خرجوا حجاجا، الا اذا ثبت انقطاع سفره من المدينة باقامة العشر في مكة، أو
بكونها وطنا له أو في حكم الوطن .
والاول باطل قطعا، فانه 6 خرج من المدينة لحجة الوداع في أربع بقين من ذي القعدة، و دخل مكة في أربع أو خمس مضت
من ذي الحجة، و بعد ما أتم المناسك بمني خرج منه قاصدا للمدينة في الثالث عشر من ذي الحجة، و بقي بالابطح برهة من الزمان ثم
ذهب الي المدينة [1]. فلم يتحقق منه الاقامة في مكة أصلا.
و أما كون مكة وطنا له فغاية تقريبه أن يقال : انه 6 كان من أهلها أولا و لم يثبت اعراضه عنها، أو يقال بانه و ان أعرض
لكن يثبت حكم الوطن لمن كان ذا ملك، و لعله 6 كان مالكافيها.
و فيه أن الظاهر أنه 6 أعرض عنها بالهجرة . و ينافي كونه مالكا فيها ماروي أن عقيلا عمد الي دور بني هاشم في مكة
فباعها بعد أن هاجر النبي 6، و قال له أسامة بن زيد يوم الفتح : أتنزل غدا في دارك يا رسول الله 6؟ فقال 6: و هل
ترك لنا عقيل من دار.[2] هذا.
[1] راجع الكافي 245/4، كتاب الحج ، باب حج النبي 6، الحديث 4.
[2] راجع السيرة الحلبية 85/3; و مسند أحمد 202/5; و المغازي للواقدي 829/2. و عبارة السيرة هكذا: يا رسول الله أين تنزل غدا، تنزل في دارك ؟....
نام کتاب : البدر الزاهر نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 122