responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 93
الي أن يبدلها الي رموز طبيعية . و لهذا فقد اصطنع لنفسه أشكالا من الخشب والحجر والمواد الطبيعية و أخذ يقدسها. ان قيام الانسان بهذا العمل نابع من هذه الذات التي فيه والتي تبحث - بطبيعتها - عن الكمال والتعالي . فهو يحب أن يكون له رب جليل و أن يعبده، و في الوقت نفسه يستطيع الوصول اليه والاحساس به ...

النزعة الحسية عند الانسان دفعته الي اتخاذ أشياء طبيعية كمظاهر ترمز الي قوي ما وراء الطبيعة . و قد أدي المزج بين هذه النوازع الذاتية الجامحة و مظاهر الطبيعة الي ظهور الشرك . و يعود سبب ذلك طبعا الي رغبته في رؤية الاشياء التي يرغب فيها و يميل اليها. و هو يحمل مثل هذا التصور عن الله أيضا; اذ يظنه مرئيا و ملموسا و حسيا.

ذكر الله عزوجل عن بني اسرائيل أنهم قد شاهدوا معجزات كثيرة علي يد النبي موسي (ع)، غير أنهم رغم كل ذلك طلبوا منه أن يريهم الله (فقد سألوا موسي أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ) .[1] و جاء في قسم آخر من قصتهم بأنهم ما ان أنجاهم الله من ظلم آل فرعون، و فلق لهم البحر ليعبروه، و أهلك من لاحقوهم، وقعت أبصارهم علي قوم كانوا يعبدون الاصنام، فاستهواهم ذلك العمل و طلبوا من موسي أن يجعل لهم الها مثل اله هؤلاء القوم : (و جاوزنا ببني اسرائيل البحر فأتوا علي قوم يعكفون علي أصنام لهم قالوا يا موسي اجعل لنا الها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون ) .[2]

عند الحديث عن عدم القدرة علي رؤية الله أو بعبارة أخري : لماذا لم يكن الله مرئيا؟ لابد من أخذ عدة ملاحظات بنظر الاعتبار:

1 - أن ادراك الانسان محدود. فالعين تستطيع رؤية الاجسام في ظروف معينة كأن تكون علي درجة معينة من الوضوح والقرب والحجم . فالاجسام الصغيرة لايمكن رؤيتها بالعين المجردة، و كذلك الاشياء البعيدة والاشياء التي لم تخلق بعد. فلابد اذا من توفر بعض الشروط لرؤية أو لمس أو سماع أو شم الاشياء. و من غير المنطقي انكار وجودها بسبب عدم توفر الظروف المناسبة، أو عدم مقدرة الحواس علي أن تقوم بدورها، أو

[1] سورة النساء (4)، الاية 153 .
[2] سورة الاعراف (7)، الاية 138 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست