نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 529
الفقهاء، يدل علي أن موضوعات مثل هذه الاحكام تتغير تبعا للتحولات الاجتماعية و
متغيرات الزمان والمكان، و بالنتيجة تتغير أحكامها بما يتناسب مع تلك التغييرات .
و بعبارة أخري، عندما نأخذ بالعقل كواحد من أدلة الاحكام الشرعية، و نعتبر سيرة
العقلاء - اذا لم يحرز ردعها من قبل الشارع - حجة في هذا السياق، فان أي أسلوب
عقلاني يضمن تنفيذ مقصود الشارع يعتبر شرعيا، و كل هذه الامور تدل علي طريقية
الاحكام الشرعية في أمور غير عبادية (أي كونها وسيلة) و ليس موضوعيتها (أي كونها
هدفا و غاية).
كلمة الشرع والشريعة : تعني في الاساس النهر أو الشرعة التي تتفرع من نهر أكبر أو من
طريق أوسع بحيث تنتفع منها مناطق خاصة . و في الاصطلاح، الطريق أو الرافد الذي
يستقي مأه من الشرعة الواسعة أو الينبوع العظيم لدين الله . و لهذا جاء في القرآن الكريم :
(لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا) .[1]
يعزي اختلاف الشرائع - بغض النظر عن الخصائص الزمانية والمكانية - الي كمال
الشرائع المتأخرة مقارنة بالشرائع المتقدمة . و هذا يعني بطبيعة الحال أن الشريعة
المحمدية أكمل من سائر الشرائع : (اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم
نعمتي و رضيت لكم الاسلا م دينا) .[2]
و قال الله عزوجل في كتابه الكريم : (قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدي
منهما أتبعه ان كنتم صادقين ) .[3] يبدو أن هذه الاية تبين ضرورة اتباع أفضل
الاساليب لتحقيق أهداف الدين . و لاينبغي طبعا التخلي عن الطرق والاساليب الشرعية
لمجرد توهم العثور علي أسلوب أفضل، و انما يجب تنقيح المناط - حسب اصطلاح
الفقهاء - بشكل قطعي ، و اتخاذ مناط و ملاك منصوص و موثوق بشأن الايصال الي
مقصود الشرع باسلوب جديد يؤيده العقلاء.
[1] سورة المائدة (5)، الاية 48 .
[2] سورة المائدة (5)، الاية 3 .
[3] سورة القصص (26)، الاية 49 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 529