responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 39
للحياة، كأن يدعو الي حياة بدوية أو حضرية أو قروية . و انما يدعو الدين الناس حيثما كانوا الي الالتزام بمجموعة من التعاليم، والعيش وفقا لما يقتضيه الدين . والدين لايجيز - طبعا - تعدي الحدود التي رسمها، سواء أكانت علي صعيد الفرد أم علي صعيد المجتمع .

الدين يقدم منهجا عاما للحياة، و لايبين أسلوبا خاصا لحل المشاكل الاجتماعية، فهو - علي سبيل المثال - ينظر باهتمام الي قضية العدالة الاجتماعية لما يمثله الظلم و فقدان العدالة من عائق أمام سعادة الناس و اقبالهم علي عبادة الله . أما أساليب معالجة هذه القضية فقد تركت الي الناس ليتعاملوا معها حسب ظروفهم و أجوائهم و بيئتهم، و لم يأمرهم الدين باتباع اسلوب أو منهج معين لحلها، و ذلك لان تدخل الدين في أمثال هذه الامور يجره الي معضلات كثيرة و يزيحه من ساحة الحياة، بسبب ما يستجد فيها من تطورات و تغييرات لتحل محله المعطيات التجريبية والعلمية، و عندئذ تتكشف لبني الانسان عدم كفأة الدين و عدم قدرته علي بعث الازدهار والتقدم . في حين أن الدين يؤدي دوره في ما يقدمه علي الدوام من ارشادات و مواعظ لرعاية الاصول والقيم . و انطلاقا من ذلك تلاحظ في تعليمات الانبياء - بكل جلاء - أحكام تهدف الي تنظيم العلاقات الاجتماعية تنظيما عادلا، و من ذلك مثلا، قول الباري تعالي في كتابه الكريم : (و لا تنقصوا المكيال والميزان اني أراكم بخير...) .[1]

و في ضوء ما سبق ذكره يتضح أن الدين لايرمي الي الدعوة الي الاكتشافات، والصناعة، والزراعة، و تربية الحيوانات، و بناء المدن و ما شابه ذلك، و انما يعني بتعيين الاصول والمبادئ و يدعو الي الالتزام بها.

عند المقارنة بين نظرة الدين الي الدنيا والاخرة، يجعل الدين من الاخرة هدفه الاساسي . و بدون الدين لايهتدي الانسان الي الطريق الموصل الي السعادة الاخروية . و هذا الكلام لايعني طبعا أن الدين لايولي أهمية للدنيا; فالسعادة في الاخرة يمر طريقها عبر هذه الدنيا، بل ان السعادة الاخروية تنتفي ما لم يتم تبيين العلاقات الصحيحة في الدنيا. ولو كان الدين قد تجاهل الدنيا لعد ذلك تقصير منه في بيان السبيل الي سعادة الاخرة .

[1] سورة هود (11)، الاية 84 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست