نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 38
مجال تعاليم الدين
التوجه الاساسي للدين، هو دعوة الناس الي الله و الي اصلاح أمورهم بأنفسهم .
و جوهر الدين، هو توجه الناس الي الله، واليقين بأنه حاضر في كل مكان و ناظر الي
كل شئ.
اذا سلمنا بأن قبول الدين أمر اختياري و قلبي ، فعلينا الاجابة عن السؤال التالي : ان
كان الدين يكتفي بتقديم الارشادات اللازمة للناس، و يتحاشي التدخل في شؤونهم، و
انما يتركهم علي حالهم و لايكلفهم بأية مسؤولية الي يوم القيامة حيث ينظر هناك في
أعمالهم، ثم ان الكثير منهم انحرفوا و وقعوا في الضلال بسبب انعدام الرقيب والناظر، فهل
يكون الدين في مثل هذه الحالة قد بلغ الغاية المنشودة منه ؟
و بعبارة أخري، اذا لم ينجح المصلحون الدينيون في اصلاح الامور بالارشاد
والموعظة، و أدت العوامل الخارجية المدعومة بالاجهزة الاعلامية والوساوس النفسية
الي اغواء الناس، فهل تقع علي المؤمنين مسؤولية ايجاد مؤسسات تتكفل بمهمة السهر
علي حماية القيم الدينية ؟
والجواب هو: ان الغاية الاساسية للدين هي الهداية والارشاد الي الطريق القويم، و من
يطلب السعادة هو الذي ينبغي أن يختار الطريق و يسير عليه . و هذا طبعا مما لااكراه فيه و
لا اجبار، و انما ينبغي أن يحصل التدين عن رغبة و اقدام ذاتي . والاكراه في مثل هذا
الحال لايؤدي الي التدين .
نعم، هناك مجموعة من الاحكام الهادفة الي تنظيم الشؤون والعلاقات الاجتماعية،
و لكن الغاية اجراء هذه الاحكام بنفسها، و لايشترط فيها القصد والنية، و هذه الاحكام
شبيهة بالقوانين الموجودة في كل مكان في العالم و هي الزامية، و عليها تتوقف مسيرة
الحياة الاجتماعية . و هي حتي و ان لم يرد فيها أمر مباشر، فان مجرد الامر بها يستدعي
ايجاد المؤسسة الكفيلة باجرائها، كما هو الحال بالنسبة الي الاحكام القضائية التي يراد
من ورائها احقاق حقوق الناس، و لكن ليس في برنامج الدين - طبعا - تقديم نمط خاص
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 38