responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 35
هو ما قد يؤدي بالنتيجة الي عدم بروزها بوضوح، أو قد يحل محلها بديل زائف كمن يشعر بالجوع فيتناول أطعمة تسد الشهية بدلا من تناول أطعمة مفيدة .

ب - أن يأتي سلوك الانسان و رد فعله من مزيج من المشاعر والقوة العقلية . و متي ما سار الشعور والعقل سيرا متزنا بعيدا عن الافراط والتفريط، يكون فعلهما منسجما، و ينتهج الانسان علي أثر ذلك منهجا معتدلا، و يتصرف تصرفا عقلانيا في الوقت المناسب، أو يتصرف وفقا للمشاعر والاحاسيس في الموضع المناسب أيضا.

و عند التعامل مع المفاهيم والمقولات الدينية، اذا كان هناك انسجام بين العقل والمشاعر، سيكون موقع الدين في النفس قويا و رصينا، و لكن لو تم تجاهل أحدهما فسوف يخرج عن حد الاتزان، فاذا عطل العقل و تعامل مع الدين من منطلق المشاعر فلن يجد فيه سوي مجموعة من الشعارات والغيبيات والخوارق . و من الطبيعي أن مثل هذا التوجه يخلق فجوة بين الدين والعقلانية، و يظهر الدين و كأنه مما لايمكن الدفاع عنه دفاعا عقليا.

كما أن التعامل العقلي الصرف مع الدين، يجعل المرء يقف حائرا و لايجد اجابة مقنعة ازاء الكثير من المفاهيم ذات الطابع التعبدي المحض . و نتيجة لعدم اقتناع العقل، يجد الانسان نفسه مدفوعا الي الاعراض عن الدين . كما أن النظرة العقلية الصرفة الي الدين قد تصور الحاجات الفطرية للانسان، و كأنها أشياء وهمية فيعرض عنها، ثم يحاول اصطناع بديل عن الدين . و قد حذرت النصوص الدينية من هذه النزعة، فقد روي عن الامام السجاد(ع) أنه قال : "ان دين الله لايصاب بالعقول الناقصة"[1] والمراد من ذلك هو ان يستعان لهذه المهمة بمحض العقل و ليس بالعقل المحض . فالباري عزوجل يجعل اعتبارا للعقل المحض، أما ما يضل الانسان فهو الاكتفاء بمحض العقل .

قال الامام الصادق (ع): "واعلموا انه ليس من علم الله و لا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوي و لا رأي و لا مقائيس".[2]

[1] المجلسي ، بحارالانوار، ج 2، ص 303، الحديث 41 .
[2] الحر العاملي ، وسائل الشيعة، الباب 6 من أبواب صفات القاضي ، ج 27، ص 37، الحديث 2 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست