نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 34
مجردا من المعنوية - أشد حرصا و أبعد عن القناعة .
ان التطور المادي والصناعي لايهب الانسان حياة طيبة مليئة بالعدالة والانصاف
والروح الانسانية، بل ان الانسان أدرك بالتجربة أن التطور العلمي والتقني لايحل مشاكله
الروحية، فالاكتشافات و ما رافقها من تطور أتاحت لاصحابها التفوق علي خصومهم،
و ربما ممارسة الظلم علي من وقع تحت سلطتهم، في حين أن البشر بحاجة الي سلوك
أخلاقي قويم، و هذا ما يأتي عن طريق الدين .
النفور من الدين
و هنا قد يتبادر الي الاذهان سؤال مفاده : ان كانت للدين كل هذه الفوائد، اضافة الي
حاجة الانسان الماسة اليه، فلماذا يواجه علي الدوام مثل هذا الهجوم، و يظهر لنا أن
الكثيرين ينفرون منه، أو يرفضون قبول الدين الحق ؟ و ان كان الدين من المتطلبات
الفطرية للانسان، فلماذا يأبي البعض الانضواء تحت لوائه، بل يرفضون قبول أي دين ؟
ان الفهم الذي يلزم الصحيح للاجابة عن السؤال المذكور، يستدعي الفصل بين
مجموعتين : الاولي : هم كل من آمنوا بدين و شعروا بأنه يلبي حاجاتهم، فهم بطبيعة الحال
يعتبرونه حقا مطلقا، و لايقبلون أي دين غيره . والثانية : هم كل من لم يؤمنوا بدين ، أو
تخلوا عنه بعد الايمان به، و تطلق عليهم تسمية الكفرة .
بالنسبة الي الجماعة الاولي، لايمكن وصفها بالنفور من الدين حتي و ان كانت علي
غير الدين الحق ; لان اعتناق أي دين يمثل في واقع الحال استجابة لحاجة قلبية، و أداء
لتكليف، و تلبية لنداء الفطرة . و أكثر الناس في العالم يعتنقون دينا و يعيشون معه و
يشعرون بالانشداد اليه .
و أما الذين لايؤمنون بدين أو أعرضوا عنه بعد الايمان به، فقد يعزي سبب ذلك الي
العوامل التالية :
أ - للانسان جوانب و نوازع شتي، و من الطبيعي فان الاهتمام ببعضها يؤدي الي
تجاهل الاخري . فقد يهتم الانسان باللذائذ العابرة و يتغاضي عن غيرها من المتطلبات، و
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 34