نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 266
أنه يتآلف مع الاخرين و لايحبذ العزلة والانزواء، و يخالط الاخرين و يتصف بقوة جاذبة
لاطاردة . و قد قال رسول الله 6 في وصف المؤمن : "المؤمن آلف مألوف و لاخير في
من لايألف و لا يؤلف".[1] و قد ورد أن الابتعاد عن الناس يؤدي الي العداوة و سوء الظن ، و هذا
ما بينه الامام الباقر(ع) أو الامام الصادق (ع) في قوله : "ان الانقباض عن الناس يكسب
العداوة".[2] و من الواضح أن المبادئ الاخلاقية في الاسلام تحث علي التآلف بين المؤمنين
بشتي السبل والوسائل، و لهذا السبب جعلت الاخوة بين المؤمنين : "انما المؤمنون
اخوة ) .[3] و جاء في حديث عن رسول الله 6 أنه قال : "مثل الاخوين اذا التقيا مثل
اليدين تغسل احداهما الاخري، و ما التقي المؤمنان قط الا أفادالله أحدهما من صاحبه
خيرا".[4]
الموقف من المنكرات
كيف ينبغي التعامل مع المنكرات التي تؤدي أحيانا الي هضم حقوق أفراد المجتمع ؟
فمن الطبيعي أن التغاضي عنها كثيرا ما يكون سببا لتجرؤ البعض علي ارتكابها من جديد،
هذا من جهة، و من جهة أخري قد يؤدي الوقوف بوجهها الي سلبيات أو نزاعات، و هي
طبعا مما نهت عنه الشريعة .
هناك نوعان من التعليمات في ما يخص الوقوف بوجه مثل هذه الاعمال المنكرة . فمن
جهة لاينبغي فسح المجال أمام من يحاولون انتهاك حرمة الاخرين والمساس بالجو
الاجتماعي السليم . و من جهة أخري لدينا تعاليم دينية أخري تدعو الي التغاضي عن
أخطاء الاخرين . قال الله العظيم في كتابه الكريم : (ادفع بالتي هي أحسن
السيئة ) .[5] و جاء في آية شريفة أخري (و لا تستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي
هي أحسن فاذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم ) .[6]
[1] الفيض الكاشاني ، المحجة البيضاء، ج 3، ص 285 .
[2] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 638، الحديث 5 .
[3] سورة الحجرات (49)، الاية 10 .
[4] الفيض الكاشاني ، المحجة البيضاء، ج 3، ص 285 .
[5] سورة المؤمنون (23)، الاية 96 .
[6] سورة فصلت (41)، الاية 34 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 266