responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 258
آراء بعضهما، و يؤثران في صياغة سلوك و أخلاق و آراء و معتقدات أبنائهما. و هذا ما يستدعي منهما الدقة والحذر في الاقوال والافعال . و كلما كان الابوان يعيشان حياة قويمة وسليمة كان ذلك مفيدا في بناء شخصية الاولاد.

من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في الاذواق بين الزوج والزوجة ازاء مختلف الموضوعات، غير أن الحياة الزوجية و ما ينشاء عنها من رباط وثيق و محبة تجعلهما يتغاضيان عن الكثير من الاختلافات . و قد بين القرآن أن المحبة التي تنشاء بعد الزواج بين شخصين لم تكن بينهما أية علاقة سابقا، من آيات الله : (و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها و جعل بينكم مودة و رحمة ان في ذلك لا يات لقوم يتفكرون ) .[1]

و رغم كل ذلك يبقي هناك احتمال لنشوء اختلافات بين الرجل والمراءة، خاصة في بداية تكوين الاسرة حيث لم يكونا قد عرفا بعد طبائع بعضهما بشكل جيد. و اذا لم تعالج اختلافات الزوجين، تسري تأثيراتها المدمرة الي الابناء والاقارب بل حتي الي المجتمع .

الطفل الذي ينشاء في أسرة يسودها الاضطراب والمشاكل و كثرة النزاع بين الوالدين، سوف يتصف بعدم الاتزان و يغلب عليه القلق والهواجس، و هذا يحول دون ازدهار ما لديه من طاقات . و من الطبيعي أن تؤدي الضغوط النفسية و عدم الاستجابة لمتطلباته المشروعة الي تراكم العقد في نفسه، و عندما يبلغ سن الشباب و يدخل في الحياة الاجتماعية تنعكس هذه العقد المكبوتة علي شكل سلوك غير مرض قد يتجسد أحيانا علي شكل تضاد مع الاخرين، أو ربما يوقع الشخص في الجريمة و حب المغامرة .

ان أكثر السلوك الاجتماعي السلبي يعود في جذوره الي تصرفات أفراد الاسرة الاكبر سنا. فالذين لايسلكون سلوكا حسنا في البيت لكي يتعلم منهم الاطفال هم المسؤولون عن اعوجاج سلوك أبنائهم .

و نظرا الي أهمية الاسرة والجو الاسري السليم في تربية الابناء، فقد ركز

[1] سورة الروم (30)، الاية 21 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست