الاخلاق الاسرية

من الجوانب الاخري للاخلاق حسن المعاشرة مع أفراد الاسرة، والتعامل الحسن بين الزوج والزوجة و بين الابناء والوالدين .

الاسرة هي الحجر الذي يتربي فيه الانسان و تتكامل شخصيته . و بين أحضان الاسرة يصاغ تفكير الانسان و تدينه . و نظرا الي أهمية الاسرة في تكوين الشخصية، فقد أبدي الاسلام اهتماما واضحا بها. و شرع لهذا الامر أحكاما فقهية و حقوقية أوردناها في الموضع المناسب من هذا الكتاب، كما وضع له تعاليم أخلاقية . و لكل واحد من أعضاء الاسرة حقوق يجب علي بقية الاعضاء رعايتها. والتعاضد والتكافل بين أعضاء الاسرة يؤدي بهم الي الرقي . و لاشك في أن تجاهل هذه الامور و عدم الانسجام بين أعضاء الاسرة يحول دون تقدمهم ماديا و معنويا. و اذا فقد التعاون بين أعضاء الاسرة الواحدة أو غلبت عليهم النزاعات فسوف يكرس كل واحد منهم جهوده من أجل افشال الاخر.

من الطبيعي أن لكل من الاب والام والاولاد والاقارب مكانته و موقعه في هذا الكيان، كما تقع علي كل واحد منهم مسؤوليات و واجبات ازاء الاخرين . و لايحق لاي منهم تجاهل دور و مكانة الاعضاء الاخرين، أو التهاون في أداء ما عليه من مسؤوليات ازأهم .

ان القرابة توجب نوعا من المسؤولية فضلا عما تمثله من رابطة انسانية . و لايمكن لمن تربطهم علاقات قربي أن يتجاهلوا بعضهم و يتعاملوا كالغرباء، و انما يجب أن يشاركوا بعضهم في السراء والضراء. و كل مسلم مسؤول عن أقربائه علي قدر وسعه . و قد شرع الاسلام أحكاما و وضع ارشادات للمحافظة علي صلات القربي، و ألزم المسلمين برعايتها.

الزوج والزوجة

يؤلف الزوج والزوجة كيان الاسرة، و من الطبيعي أن تتأثر أخلاق بقية أعضاء الاسرة وسلوكها واعتقاداتها بما يتصف به الابوان . والابوان يتأثران عادة بأخلاق و معتقدات و