responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 251
الانشغال بالدنيا وزينتها و نعيمها مدعاة للتوقف عن التكامل، فهو يعتبر في مثل هذه الحالة مخالفا للزهد. و هذا ما حذر منه القرآن الكريم في الاية الشريفة : (يا ايها الذين آمنوا لا تلهكم اموالكم و لا اولادكم عن ذكر الله و من يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون ) .[1]

قال المفسرون : ان النبي جلس يوما فذكر الناس و وصف القيامة، فرق الناس و بكوا. واجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون، واتفقوا علي أن يصوموا النهار، و يقوموا الليل، و لايناموا علي الفرش، و لايأكلوا اللحم، و لايقربوا النساء والطيب، و يلبسوا المسوح، و يرفضوا الدنيا، و يسيحوا في الارض، وهم بعضهم أن يجب مذاكيره . فبلغ ذلك رسول الله 6 فأتي دار عثمان، فلم يصادفه، فقال لامرأته : أحق ما بلغني عن زوجك و أصحابه ؟ فقالت : يا رسول الله 6 ان كان أخبرك عثمان فقد صدقك . فانصرف رسول الله . فلما دخل عثمان، أخبرته بذلك، فأتي رسول الله 6 هو و أصحابه، فقال لهم رسول الله : ألم أنبئكم أنكم اتفقتم علي كذا و كذا؟ قالوا: بلي يا رسول الله 6، و ما أردنا الا الخير. فقال رسول الله : اني لم أؤمر بذلك . ثم قال : ان لانفسكم عليكم حقا، فصوموا و أفطروا، و قوموا و ناموا، فاني أقوم و أنام، و أصوم و أفطر، و آكل اللحم والدسم، و آتي النساء، و من رغب عن سنتي ، فليس مني . ثم جمع الناس وخطبهم، و قال : ما بال أقوام حرموا النساء، والطعام، والطيب، والنوم، و شهوات الدنيا؟ أما اني لست آمركم أن تكونوا قسيسين و رهبانا، فانه ليس في ديني ترك اللحم، و لا النساء، و لا اتخاذ الصوامع، و ان سياحة أمتي الصوم، و رهبانيتهم الجهاد، اعبدوا الله، و لاتشركوا به شيئا، و صوموا رمضان، واستقيموا يستقم لكم، فانما هلك من كان قبلكم بالتشديد: شددوا علي أنفسهم، فشدد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع . فأنزل الله الاية : (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم و لاتعتدوا) .[3][2]

و قال أميرالمؤمنين (ع): "ان أفضل الزهد اخفاء الزهد".[4] و اذا كان زاهدا في الدنيا

[1] سورة المنافقون (63)، الاية 9 .
[2] سورة المائدة (5)، الاية 87 .
[3] الطبرسي ، مجمع البيان، ج 2، ص 235 و 236 .
[4] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الحكمة 28، ص 472 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست