responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 241
والتهذيب : (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها) .[1]

لقد اعتبرت مجموعة الارشادات الاخلاقية والاعتقادات والفروع والاحكام العملية بمثابة صفات للابرار. و هذا يدل علي أن الامور الاخلاقية في الاسلام قائمة علي الايمان و مستندة الي ضمانة ايمانية .

فالدين بلا أخلاق غير مجد و لامؤثر. و متي ما كان الايمان ضمانة للاخلاق فانها تكون فاعلة و مؤثرة . و متي ما اضمحل الايمان الديني تتراجع الفضائل الاخلاقية تبعا له . و علي العكس من ذلك متي ما ازدهر الايمان والالتزام الديني تزدهر علي أثره الاخلاق أيضا. و هذا يعني أن النظام الاخلاقي ينجح متي ما كان قائما علي الايمان . و ذلك لان الاخلاق تعني بالدرجة الاولي محاربة الرغبات الجامحة . و من الطبيعي أن التغلب علي أهواء النفس يتطلب سندا و دعامة قوية، والقوة الوحيدة التي تتيح للانسان التغلب علي أهوائه النفسية هي الايمان والاعتقاد الديني .

ان الايمان بالله يتغلغل في أعماق النفس، و يجعل الانسان يسلم قياده لله . و ليس هناك من عنصر آخر كالضمير أو حب أبناء الجنس البشري له مثل هذا التأثير. والاخلاق لاتحظي بالثبات بلا قاعدة دينية و ايمانية . والنماذج التي طرحها الاسلام لتكون أسوة، كانت تمزج بين الاخلاق والعمل، والمعتقد والعبادة، و ليس بمعزل عنها.

من البديهي أن بعض الامور الاخلاقية الزامية كالزامية الاحكام الدينية الاخري، نذكر مثلا ان وجوب الوفاء بالعهد[4] و أداء الامانة [3] واجتناب الغيبة [2] لايختلف عن وجوب الاوامر الشرعية والحقوقية والفقهية ; و بعضها قد تكون ذات طابع أخلاقي من جهة، و ذات طابع فقهي و حقوقي من جهة أخري . ان التعاليم الاخلاقية قادرة علي تهذيب النفس، و كفيلة بتكامل الفرد. و علي من يبغي الكمال والرقي أن يأخذ بها و يلتزم بها بدقة .

[1] سورة التوبة (9)، الاية 103 .
[2] سورة الاسراء (17)، الاية 34 .
[3] سورة البقرة (2)، الاية 283 .
[4] سورة الحجرات (49)، الاية 12 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست